وجعل في الهيكل كراسى للكهنة قد صفحت بالذهب والفضة، وكان يقرب لهذا الأصناف ألف رأس من الضأن والماعز والوحش والطير، وكان يحضر يوم الزهرة ويطوف بتلك الصنم التي علي صورة المرأة، ولم يزل هذا الهيكل إلي أن هدمه بخت نصر، ويقال كان في غربي مصر مدينة يقال لها هرميدة بها قوم من البربر قد ملكوا عليهم امرأة ساحرة فغزاهم ماليق، فلم ينل منهم قصدا ورجع فارادت ملكتهم إفساد أرض مصر، فعملت من سحرها شيئا وارمته في البحر ففاض الماء علي المزارع حتي أفسدها وكثرت التماسيح والضفادع وفشت الأمراض في الناس فأثارت فيهم [40 ب] الثعابين والعقارب فأحضر ماليق الكهنة والحكماء في دار حكمتهم، وألزمتهم بالنظر لذلك فنظروا في نجومهم فرأوا أن الآفة أتتهم من ناحية الغرب فعلموا حينئذ أنه من فعل تلك الساحرة فأجتهدوا في دفع ذلك بما عندهم من العلم حتي انكشف عنهم الغمة العظيمة. وفي أيام دارم بن الريان وهو فرعون الرابع الذى يقال عبد القبط درعوش ظهر معدن الفضة على ثلاثة أيام من النيل فأثاروا منه شيئا عظيما. وعمل صنما علي اسم القمر لأن طالعه كان برج السرطان ونصبه علي الرخام الذي بناه أبوه في شرقي النيل ونصب حوله أصناما كلها من الفضة وألبسها الحرير الأحمر، وعمل للصنم عيدا، كلما دخل القمر برج السرطان.
ولما ولي اكسايس وهو فرعون السادس أقام أعلاما كثيرة حول منف وجعل عليها أساطين يمشى من بعضها إلى بعض وعمل كوة من فضة ونقش عليها صورة الكواكب ودهنها بالدهن الصيني، وأقامها علي منار في وسط منف.
وعمل أيضا ميزان بكفتين من ذهب فكان معلقا في هيكل الشمس [ق 41 أ] وكتب على إحدي كفتيه حق، والأخري باطل، وتحته فصوص قد نقش عليها اسم الكوكب، فيدخل الظالم والمظلوم ويأخذ كل واحد منهما فصا من تلك الفصوص، ويسمى عليه ما يريده، ويجعل أحد الفصين في كفة، فتثقل كفة الظالم وترفع كفة المظلوم.
ولما أراد السفر أخذ فصين وذكر علي أحدهما اسم السفر، وعلي الآخر الإقامة، وجعل كل واحد في كفة فإن ثقلا جميعا ولم يرتفع أحدهما علي الآخر أقام وأن ارتفعا سافر وإن ارتفع أحدهما عن الآخر تأخر السفر ثم سافر وكذا من عليه دين أو من له غايب أو ينظر في إصلاح أمره وفساده، ويقال أن بختنصر لما دخل إلي مصر حمل هذا الميزان قيما حمله إلي بابل، وجعله في بيت من بيوت النار. وعمل في أيامه أيضا تنورا ويشوى فيه من غير نار
পৃষ্ঠা ৫৫