المانعة تمنع من أخذه فحفروا له سربا طوله مائة وخمسون ذراعا، وجعلوا في وسطه مجلسا مصفحا [ق 11 ب] بصفائح الذهب، وجعلوا له أربعة أبواب على كل باب منها تمثال من ذهب، عليه تاج مرصع بالجواهر، وهو يجالس علي كرسي من ذهب قوائمه من زبرجد، وكتبوا في صدر كل تمثال آيات مانعة وجعلوا جسده في جرن (1) مرمر مصفحة بالذهب، وكتبوا على مجلسه مات مصرايم بن حام بن نوح (عليه السلام) بعد سبعمائة عام مضت من أيام الطوفان، ومات ولم يعبد الأصنام ولم يصل إلى هذا المكان أحدا إلا من يكون ولدته سبعة ملوك تدين بدين الملك الديان وذلك أخر الزمان، وجعلوا معه في ذلك المجلس ألف قطعة من الزبرجد المخروط وألف تمثال من الجوهر النفيس وألف برينة مملوءة من الدر الفاخر والصنعة الإلهية، ومن العقاقير والطلمسات العجيبة وسبائك الذهب وسقفوا ذلك بالصخور وهالوا فوقها الرمال وذلك عند دير أبي هرمس غربي الأهرام، وهو أول قبر بأرض مصر، وولى أبنه قبطيم الملك.
وقال أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم (2) في كتاب فتوح مصر وأخبارها عن عبد الله [ق 12 أ] بن عباس رضي الله عنه أنه قال كان لنوح (عليه السلام) ثلاثة (3) من الولد وهم: سام وحام ويافث وأن نوحا رغب إلي الله تعالي وسأله أن يرزقه الإجابة في ولده وذريته حين تكاملوا بالنماء والبركة فوعده بذلك، فنادي نوح ولده فلم يجبه أحد منهم إلا ولده سام فانطلق به معه حتي أتا الجبل فوضع نوح (عليه السلام) يمينه علي سام وشماله علي أرفخشد بن سام وسأل الله تعالي أن تبارك في سام أفضل البركة وأن يجعل الملك والبنوة في ولده أرفخشد، ثم نادي حاما وتلفت يمينا وشمالا فلم يجبه ولم يقيم إليه هو ولا أحد من ولده فدعا الله تعالي أن يجعل أولاده أذلا، وأن يجعلهم عبيد لولد سام، وكان مصر بن بنبصر بن حام نائما إلي جنب جده، فلما سمع دعاء نوح (عليه السلام) قام يسعي إليه.
وقال: يا جدى قد اجبتك إذ لم يجبك جدي، ولا أحد من ولده فاجعل لي دعوة من دعائك ففرح نوح بذلك ووضع يده علي رأسه، وقال: اللهم أنه قد أجاب دعوتي فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة التي هي أم البلاد وغوت العباد التي نهرها [ق 12 ب] أفضل الأنهار
পৃষ্ঠা ২১