============================================================
منهم وما وقع إلا وقد اثخنوا بالجراح، ووقع وعلموا انه لم يبق فيه روح، واشتغلوا بغيره، وأنه أقام يومين وليلتين ملقى على الأرض، وأفاق ثالث يوم وقوى نفسه ومشى إلى أن دخل في الليل قرية بالقرب من مكان الوقعة، والتجأ إلى طاحون، ودق الباب وخرج الطحان إليه فوجده في غاية الضعف، فسأله عن حاله، فقال: "أنا رجل وقعت على الحرامية وجرحوني، وأنا غريب فاربح معي حسنة واويني، فان عشت كافيتك وإن مت تربح اجري". فدخل به الطاحون وأكرمه، وأقام يداويه أيام إلى اأن فاق من جراحاته وقويت نفسه، 32 و وخرج من عنده متنكر إلى أن تحيل ووصل إلى (/ أهله، وكانت له شهرة عظيمة في تلك البلاد وشهر حاله وعلم [أن] اعداءه قد علموا بحياته وظهوره. وحكي لي(1) الناقل عه، وهو من إعيان الأمراء الذي وصلوا من بلاد قازان، وكان رجل صادق وأمره السلطان في مصر، كان يعرف بيروز(2)، وأنه رافقه وصحبه في البلاد، وآخر ما اتفق له أنه ذكر بين أمراء المغل، لما فعل أبو سعيد بجوبان واولاده من الفتك، واخبروا أبو سعيد أن جوبان قصد ان يقيم هذا كونه من عظم القان، واتفق هذا الرجل أنه أسلم وحسن اسلامه، وصحب الفقراء والفقهاء وقوى في أمر الاسلام إلى ان عرفوه ان الحج من جملة فرايض الاسلام، فحضر لأبو سعيد واستأذنه، ونظر أبو سعيد إليه فهابه شكله ومنظره، وكان رجل اتم الرجال، على ما نقلوه والشجاعة لايحة بين عينيه، فأكرمه آبو سعيد وقربه وجهزه بجميع ما يحتاج اليه، وأنعم عليه بعشرة طوامين(2)، نهب بعد ذلك، وأصحب آمير ركب العراق أن يكون في خدمته ويعظمه.
(1) أخد العبني الرواية نصا عن اليوسفي، ويشير الى ذلك بعبارة: "قال الراوي" العيني 121211. 81 وما بعدها.
(1) وقد جعله اللطان أمير طبلمخاناه القلقشندي 1587-159؛ المقريزي */2: 498.
(3) الطوامين أو التوامين، لفظ فارسي، مقرده طومان أو تومان، ويالتركي تمن وتومن، ويعني عشرة آلاف، وله دلالات عدة، والمقصود هنا عشرة آلاف دينار
পৃষ্ঠা ১৭১