الحمراء فأمر بتناوله من ذلك التراب فلما لمسه بيده أعجبه ورأى لونه كالزعفران فامر بالنزول هناك وان يحفر حفيرة فلما حفرت أمر برد التراب فردوه ففضل منه ثلثه فقال (الاسكندر) للغلام (دمشقش) ارجع الى الموضع الذي به الارز وانزل الوادي واقطع الاشجار التي على حافاته وابنها مدينة وسمها باسمك فهناك يصلح أن يكون مدينة وهنا يصلح أن يكون زرعها فانه يجزئها ويكون منه ميرتها.
يعنى المكان المسمى بحوران والبثنية. فرجع الغلام دمشقش الى الغيضة واختط بها المدينة وجعل لها ثلاثة ابواب الأول (باب جيرون) والثاني (باب البريد) والثالث (باب الفراديس) وهذا القدر هو المدينة فاذا غلقت هذه الثلاثة الأبواب فقد اغلقت المدينة وتحصنت. وخارج الابواب مرعى ونبات وأعشاب وما أشبه ذلك. وكان قد بنى له فيها كنيسة يعبد الله تعالى [فيها] وهي الموضع الذي هو الآن الجامع
وقيل إن الذي بنى الكنيسة اليونان. وقيل بل وسعوها هم وكبروها على ما هي عليه اليوم من الجامع المعمور
পৃষ্ঠা ২১