وعمر أبو عمرو طويلًا حتى أناف على التسعين.
وذكر حنبل بن إسحاق في كتابه عن الإمام أحمد بن حنبل أن أبا عمرو الشيباني أتى عليه تسع عشرة ومائة سنة. وكان الإمام أحمد بن حنبل يحضر مجلس أبي عمرو، وكتب عنه حديثًا كثيرًا.
وكان أبو عمرو مشهورًا معروفًا؛ وإنما قصر به عند العامة من أهل العلم أنه كان مشتهرًا بشرب النبيذ.
وتوفي سنة ست ومائتين من خلافة المأمون -وقيل سنة عشر ومائتين- يوم السعانين.
علي بن المبارك
وأما علي بن المبارك الأحمر صاحب الكسائي، فإنه أول من دون عن الكسائي، قال الفراء: أتيت الكسائي فإذا الأحمر عنده، وقد بقل وجهه ثم برز حتى كان الفراء يأخذ عنه. وكان يؤدب الأمين. وكان مشهورًا بالنحو واتساع الحفظ.
وكان أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، يقول: كان علي الأحمر مؤدب الأمين يحفظ أربعين ألف شاهد في النحو، سوى ما كان يحفظ من القصائد وأبيات الغريب، وكان متقدمًا على الفراء في حياة الكسائي، لجودة قريحته وتقدمه في علل النحو ومقاييس التصريف.
ومات قبل الفراء في سنة ست -أو سبع- ومائتين. ولما مات الأحمر قال الفراء: ذهب من كان يخالفني في النحو.
1 / 80