فقال أبو عمر للأصمعي: ما "تعنز"؟ فقال: معناه تنحى، ومنه قيل: العنزة - ويروي أي يضرب بالعنزة؛ وهي العصا - فقال أبو عمرو: الصواب "تعتر عن حجرة الربيض الظباء". أي تنحر؛ فصاح عليه الأصمعي، فقال له أبو عمرو: والله لا ترويها بعد هذا اليوم إلاّ "تعتر" كما قلت لك، فقيل لأبي عمرو: ظفرت به فاحترز منه، فقال له الأصمعي: ما تقول في قول الشاعر:
وضرب كآذان الفراء فضوله ... وطعن كإبزاغ المخاض تبورها
ما أراد بالفراء؟ فقال له أبو عمرو: ما نحن عليه - وكانا جالسين على فرو - فقال له: أخطأت؛ إنما الفراء جمع فرأ، وهو حمار الوحش.
ويحكى عن يونس بن حبيب، قال: دخلت على أبي عمرو الشيباني؛ وبين يديه قطمر فيه أمناء من الكتب يسيرة، فقلت له: أيها الشيخ؛ هذا جميع علمك! فتبسم إلي وقال: هذا من صندوق كبير.
وحكى التوزي، قال: قلت لأبي زيد الأنصاري: إن أبا عمرو الشيباني ينشد:
بساباط حتى مات وهو محرزق
وأنتم تقولون: "محرزق" فقال: هذه لغة نبطية وأم أبي عمرو نبطية؛ فهو أعلم بها منا.
1 / 79