../kraken_local/image-066.txt
[8] واما المستن
افهو قواد كثير المال، متسع الحال، يشتري جواري(27) وغلمانا ويتخذ ادارا واسعة نظيفة البناء ويعد فيها آلة حسنة وفرشا نظيفأ وشرابا كثيرا ووأواني ظرافا، ويتعرض قوافل التجار. فاذا رأى رفقة يتوهم فيهم القصد واليسار، يكونون أربعة أو(28) خمسة أو أكثر أو أقل، تعرض لهم عذد وصولهم باب المدينة وأوهم أنه دلال على أمتعة تجاراتهم، على ما جرت اعادة الدلالين مع التجار، فيصلون لمنزله إما بأمتعتهم وإما بأن يضعوا أمتعتهم في الخانات ويصلوا بأنفسهم، فيدخلهم الحمام ثم يفرش لهم الفراش الرفيع ويقدم لهم الأطعمة اللذيذة، ثم يحضر النبيذ والفاكه والشطرنج وأسفارا من الكتب في السير والأدب وغير ذلك. ثم يقول لهم: (يا أصحابنا، من شاء منكم أن يشرب، ومن شاءمنكم أن يلعب، ومن شاء ان يقرا).
الفان كان الزمان صيفا وكان وقت القائلة(29)، أغلق عليهم الأبواب ووأرخى الستور وأدخل عليهم غلمانأ على عددهم يتولى كل واحد منهم اكبيس واحد من التجار والترويع عليه، فاذا نام تجرد ودخل في الازار فاذا جاء الليل أحضرلهم الشراب وأنواع الفواكه وآلات الملاهي، فإذا كان وقت النوم تقدمت لكل رجل جارية تفرش له وتتولى خدمته، فاذا دخل في فراشه تجردت ودخلت معه في الفراش.
افلايزال هذا دأبهم ما شاعوا أن يقيموا، وإذا أرادوا الانصراف جمعوا اله الحمل الكبار من المال فدفعوها له، ومنهم من لا يرجع إلى بلده بدرهم امن ماله بل ينفقها في داره ويصير جميع ما معه للقواد، وربما عشق غلاما امن أولئك الغلمان أو جارية من تلك الجوار، فكان ذلك أسرع لتلاف مال ه ودصاره.
পৃষ্ঠা ৭৪