وذلك كله يدخل في حفظ حدود الله، كما ذكره الله في قوله: ﴿وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ...﴾ [التوبة: ١١٢].
وقال تعالى: ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾ [ق: ٣٢، ٣٣].
وفسر الحفيظ ها هنا بالحافظ لأوامر الله، وفسر بالحافظ لذنوبه حتى يرجع منها، وكلاهما يدخل في الآية.
ومن حفظ وصية الله لعباده وامتثلها فهو داخل أيضًا، والكل يرجع إِلَى معنى واحد.
وقد ورد في بعض ألفاظ حديث يوم المزيد في الجنة:
"إن الله تعالى يقول لأهل الجنة، إذا استدعاهم إِلَى زيارته وكشف لهم الحجب: مرْحَبًا بعبادي الَّذين حفظوا وصيتي، وراعوا عهدي، وخافوني بِالْغَيْبِ، وَكَانُوا مني على كل حَال مشفقين" (١).
_________
=والثانية: أنَّه اختلف في رفعه ووقفه عَلَى أبي ثعلبة، ورواه بعضهم عن مكحول من قوله، لكن قال الدارقطني: الأشبه بالصواب المرفوع، قال: وهو أشهر" اهـ.
قلت: وله شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعًا أخرجه ابن عدي في الكامل (١/ ٤٠٤)، والطبراني في الصغير (٢/ ١٢٢ - ١٢٣).
قال الطبراني: لم يروه عن قرة إلا أصرم بن حوشب.
وقال ابن عدي بعد أن نقل قول يحيى بن سعيد القطان في أصرم بن حوشب: أنَّه كذاب خبيث، وقول البخاري: متروك الحديث.
قال ابن عدي: وهذه الأحاديث بواطيل عن قرة بن خالد كلها، لا يحدث بها عنه غير أصرم هذا.
(١) أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا في صفة الجنة (٥٣)، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (٤١١) وعزاه لهما المنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٣٠٧) فَقَالَ: رواه ابن أبي الدُّنْيَا وأبو نعيم هكذا معضلا، ورفعه منكر، والله أعلم. وقال الحافظ ابن كثير في "النهاية" (٢/ ٥٢٠): وهذا مرسل ضعيف غريب، وأحسن أحواله أن يكون من كلام بعض السَّلف فوهم بعض رواته، فجعله مرفوعًا وليس كذلك، والله أعلم.
3 / 95