নিদা হাকিকা
نداء الحقيقة: مع ثلاثة نصوص عن الحقيقة لهيدجر
জনগুলি
125
ويمكننا أن نضيف إلى كلمة الشاعر الحكيم: ولا الحقيقة إلا من يغزوها ويكافح في سبيلها في كل لحظة!
يتصل هذا كله بما سبق أن قلناه عن تفسير هيدجر لكلمة «الأليثيا» اليونانية التي تترجمها معاجم اللغة بالحقيقة (وهو تفسير قد لا يوافق عليه كثير من فقهاء هذه اللغة!) فهو يرى أن الألف (الألفا) التي تبدأ بها الكلمة هي الألفا السالبة أو النافية، وأن بقية الكلمة (ليثيا) تأتي من لانثانو (يبقى متحجبا في الخفاء أو النسيان)، على نحو ما سنجد هذا بالتفصيل في رسالته عن «ماهية الحقيقة»، إن الوجود ينتزع من التحجب، وكل اكتشاف يتم بالفعل لا يخرج عن أن يكون نوعا من «الانتهاب»
126
وإذا كانت ربة الحقيقة التي يصعد إليها بارمنيدز في قصيدته الكونية المشهورة تخيره بين طريقين لا ثالث لهما، طريق الكشف وطريق الحجب، أو إن شئنا طريق الوجود الحق واللاوجود الباطل، فإن هذا في رأي هيدجر تعبير عن رؤية قديمة قدم الفلسفة نفسها، ولا بد أن نفسرها بأن الإنسان يكون دائما في الحقيقة واللاحقيقة على السواء.
نخلص من كل ما تقدم إلى نتيجتين: أولاهما أن الحقيقة الأصيلة تقوم على انفتاح الموجود الإنساني، وهي لا تقوم على تفتحه على ذاته فحسب، بل كذلك على تكشف الموجود في عالمه، وثانيتهما أن الموجود الإنساني يوجد أصلا في الحقيقة واللاحقيقة على السواء.
يمكننا الآن - على ضوء ما ذكرناه من تميز الموجود الإنساني بفهم الوجود - أن نقول إن فهم الوجود نفسه مستحيل بغير الانفتاح، وإن الموجود الإنساني لا يفهم نفسه وعالمه إلا لأنه يوجد أو يتواجد دائما في هذا الانفتاح، وهذا هو الذي يميزه تمييزا واضحا عن سائر الموجودات التي يستخدمها وتكون في متناول يده، كما يميزه عن الموجودات التي تكون حاضرة أمامه، وتختلف عنه في أسلوب وجودها.
ولا يقف تناول هيدجر لمشكلة الحقيقة وارتباطها بانفتاح الموجود الإنساني عند الفصل الذي عرضناه عرضا موجزا، وإنما يعود إليها مرة أخرى في نفس الكتاب في سياق كلامه عن التفسير الزماني للهم وتصويره للموجود الإنساني بأنه «قدرة على الوجود الكلي الحقيقي»
127
فالتصميم الذي تحدثنا عنه - في الفصل السابق - لا يكتسب معناه الحق إلا إذا أصبح «وجودا متفهما من أجل الموت»، أو بعبارة أخرى إذا أصبح استباقا للموت،
অজানা পৃষ্ঠা