هو :
كنت أندهش شاتما. (وقرر أن يصمت، مهما حاولت لن يتكلم، استدار إلى الكافتيريا البار. معظم النساء الحاضرات لا تعرف إن كن محترفات أو غير محترفات . (لم يعد ثمة فارق على الأقل في هذا المكان الغاص.) أحتقر النساء الحاضرات والغائبات والجميلات والقبيحات.
كل منهن استعار منها (أو أعارها هو) قناعا منها، فقد كان من الواضح أنها تملك سبعين قناعا.
نظرت ناحيته، أطالت النظر، الابتسامة تحولت إلى ابتسامة «شغل» أو «شبه شغل».)
هي :
كنت تسأل عن ثمني؟ (احتار، يجيب ويفتح باب حديث واربه تمهيدا لإغلاقه؟! شيطان داخلي صغير جدا من حب الاستطلاع ينقر كتكوتيا قشرة إرادته التي لا تزال رقيقة كقشرة بيضة نيئة.
صمت.
أجابت بابتسامة أدركت بذكائها أنها حملتها أكثر مما ينبغي الموقف من «بيزنس»، رغم النور الخافت والمخفت والمصوب لمح في عينيها شيئا دقيقا جدا، واهنا جدا، ولكنه قطعا وبالتأكيد يمت إليه.
رئيس الجرسونات، بدلة سوداء أنيقة خليقة بسير مايلز لاميسون آخر مندوب سام لبريطانيا في مصر، ولكنه أكثر منه وسامة ونحافة واستقامة. وجهه صخري وكأنه كبير القضاة في محكمة نقض، جاد، أقبل عليها، ظنه على طريقة زملائه في عواصمنا جاء يطردها أو يستدعيها، فقد لمح أجمل شعر فضي - أجمل من شعر عمر الشريف - يهمس له من مقعده العالي في زاوية البار البعيدة. كان قفاه وشعره الخلفي المفضض المفلفل هو الذي يواجهه، إذ بعد همسته لل «ميتر دي بلاس» استدار مواجها رجلا سمينا بيضاويا أسمر يضع فوق رأسه غطاء آسيويا.
جاء الكونت جرسون، بوجهه الجاد الدءوب، انحنى على أذنها، بضع كلمات، استمعت، ابتسمت، هزت رأسها رافضة، ببطء، ونظرات موجهة إلى مقعد الداعي البعيد ومؤدبة أيضا ومبتسمة رفضت.
অজানা পৃষ্ঠা