وحياك - وقد اجترى واجترح، وأذهب المسرة والفرح، وضيق رحب الفضا، وقلب القلب على جمر الغضا، وأورث الكمد، وأذاب جليد الجلد، وجاب. وجال، ونثر عقود الاحتمال، وأوجد الوجد والهيام وأحوج الصب إلى العبث بالأقلام:
كتبت وعندي من فراقك لوعة ... تزيد بكائي أو تقل هجوعي
فلو أبصرت عيناك حالي كاتبًا ... إذًا كنت ترثي في الهوى لخضوعي
أخط وداعي الشوق يملي، وكلما ... تعديت سطرًا رملته دموعي
يا لها لوعة أسعرت وقد الضلوع، ومالت إلى الصبر فأذوت منه الأصول والفروع وصبابة صبت النفس إليها، ووقفت لامتثال الأمر طائعة بين يديها، وغرامًا يلازم غريم الفؤاد، ويتكلم من الدموع بألسنة حداد، وشوقًا إلى تلك الليالي المستنيرة، والأيام التي تطول الشرح في وصف محاسنها وإن كانت قصيرة:
حيث اللقا والنوى حل ومرتحل ... والدهر يقضي لنا من وصلك الغرضا
لئن تعوضت عني غير مكترث ... فعنك، ما دمت حيًا، لم أجد عوضًا
إلى الله أشكو جور أحباب، لا شك في ظلمهم ولا ارتياب:
1 / 61