الشفاه الظامية، وإثراء فقير الثرى، وإجراء دمعه أسفًا على ما جرى:
أكب على الآفاق إكباب مطرق ... يفكر، أو كالنادم الملتهف
ومد جناحيه إلى الأرض جانحًا ... وراح عليها كالغراب المرفرف
والرعد يزجره ويسوقه بين يديه، فإذا قصر صاح به وزمجر عليه، تارة يترنم كالحمام، وطورًا يزأر كالأسد الضرغام:
وكأن صوت الرعد خلف سحابة ... حاد إذا ونت النجائب صاحا
والبرق يلمع ويلمع، ويمنح ثم يمنع، كأنه ثغر أشنب، أو قبس يلتهب، أوحسام يمان، أو
فؤاد جبان، أو سلاسل من ذهب، أو أشهب مال جله حين وثب أو أنامل بعض الحساب، أو حية تتلوى، أو كف خضيب يمد ويقبض، أو خود تعرض بعد أن تتعرض:
ترى الأرض منه وقد فضضت ... ووجه السماء وقد ذهبا
وقوس الغمام للجو نطاق، لا بل تاج على مفارق الآفاق، يزهو بلجَينه وعسجده، ويفخر بياقوته وزبرجده:
1 / 13