الْقسم الثَّانِي من الْوَصِيَّة
وَأما الْقسم الثَّانِي مِمَّا يجب أَن تَكُونَا عَلَيْهِ وتتمسكا بِهِ
إكرام الْأَخ لِأَخِيهِ
فَأن يلْتَزم كل وَاحِد مِنْكُمَا لِأَخِيهِ الْإِخْلَاص وَالْإِكْرَام والمراعاة فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة والمراقبة فِي المغيب والمشاهدة
عطف الصَّغِير على الْكَبِير
وليلزم أكبركما لِأَخِيهِ الإشفاق عَلَيْهِ والمسارعة إِلَى كل مَا يُحِبهُ والمعاضدة فِيمَا يؤثره والمسامحة لكل مَا يرغبه
توقير الصَّغِير للكبير
ويلتزم أصغركما لِأَخِيهِ تَقْدِيمه عَلَيْهِ وتعظيمه فِي كل أَمر بِالرُّجُوعِ إِلَى مذْهبه والاتباع لَهُ فِي سره وجهره وتصويب قَوْله وَفعله
المناصحة بِالْحُسْنَى
وَإِن أنكر مِنْهُ فِي الْمَلأ أمرا يُريدهُ أَو ظهر إِلَيْهِ خطأ فِيمَا يَقْصِدهُ فَلَا يظْهر إِنْكَاره عَلَيْهِ وَلَا يجْهر فِي الْمَلأ بخطيئته وليبين لَهُ ذَلِك على انْفِرَاد مِنْهُمَا ورفق من قَوْلهمَا فَإِن رَجَعَ إِلَى الْحق وَإِلَّا فليتبعه على رَأْيه فَإِن الَّذِي يدْخل عَلَيْكُمَا من الْفساد باختلافكما أعظم مِمَّا يحذر من الْخَطَأ مَعَ اتفاقكما مَا لم يكن الْخَطَأ فِي أَمر الدّين فَإِن كَانَ فِي أَمر الدّين فَليتبعْ الْحق حَيْثُ كَانَ وليثابر على نصح أَخِيه وتسديده مَا اسْتَطَاعَ وَلَا يحل يَده عَن تَعْظِيمه وتوقيره
1 / 25