المشار إليهما سابقا١. توفي سنة ١٤٩هـ.
٣- أبو عمرو بن العلاء: هو زيان بن العلاء بن عمار المازني التميمي، قال ياقوت: "واختلف في اسمه على أحد وعشرين قولا، والصحيح أنه زبان لما روي أن الفرزدق جاء معتذرا إليه من هجو بلغه عنه، فقال له أبو عمرو:
هجوت "زبان" ثم جئت معتذرا ... من هجو "زبان" لم تهجو ولم تدع
فاعتذر إليه الفرزدق وامتدحه بمقطوعة منها قوله:
ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها ... حتى أتيت أبا عمر بن عمار٢
أخذ النحو عن نصر بن عاصم وغيره واشتهر بالقراءات والعربية وأيام العرب ولهجات القبائل.
ومن الطريف لهذه المناسبة أن عيسى بن عمر جاءه متعجبا من تجويزه "ليس الطيب إلا المسك" بالرفع، فقال له أبو عمرو: نمت يا أبا عمر وأدلج الناس، ليس في الأرض حجازي إلا وهو ينصب، وليس في الأرض تميمي إلا وهو يرفع، ثم أرسلا اليزيدي وخلفا الأحمر للتثبت من العرب، فكان كما أخبر أبو عمرو، فأخرج عيسى خاتمه من يده وقال: ولك الخاتم، بهذا والله فقت الناس٣.
لكنه مع هذا لم يخلف أثرا مكتوبا، ذلك أنه لما تنسك أحرقها وتفرد للعبادة، توفي ﵀ في الكوفة عائدا من دمشق سنة ١٥٤هـ٤.
_________
١ الجامع والإكمال.
٢ البيت من شواهد سيبويه في جـ٢ على حذف التنوين من عمرو ص١٤٨ وعلى دخول أفعلت على فعلت ص٢٣٧ وعلى الأول استشهد به ابن يعيش في باب العلم وعلى الثاني أدب الكاتب كتاب الأبنية معاني أبنية الأفعال والرضي على الشافية راجع الشاهد رقم ١٦ والبيت من ثلاثة أنشأها له لما صعد إلى غرف ووصل إليه.
٣ هذه الحادثة الطريفة مفصلة في ذيل الأمالي ص٣٩ وطبقات الزبيدي، والمغني الباب الأول مبحث ليس، والأشباه والنظائر الفن السابع.
٤ ترجمته في المعاجم المرتبة أبجديا في العين إلا في معجم الأدباء وفوات الوفيات ففي الزاي، وراجعها في شرح شواهد الشافية رقم ١٦، ودائرة المعارف الإسلامية.
1 / 63