فقال: إنما هو "رير" بالرفع، وإن رفع أقوى، فوجد١ عليه الفرزدق، وقال: أما وجد هذا المنتفخ الخصيين لبيتي مخرجا في العربية؟ أما لو أشاء لقلت:
على عمائمنا يلقى وأرحلنا ... على زواحف نزجيها محاسير
ولكني والله لا أقوله، ثم هجاه بقوله:
ولو كان عبد الله مولى هجوته ... ولكن عبد الله مولى مواليا٢
فقال عبد الله: عذره شر من ذنبه، فقد أخطأ أيضا، والصواب: مولى موال توفي سنة ١١٧هـ٣.
٢- عيسى بن عمر الثقفي البصري: هو أبو عمر مولى خالد بن الوليد، نزل في ثقيف فنسب إليهم، أخذ عن ابن أبي إسحاق وغيره، وكان مولعا بالغريب والتشادق، استودعه بعض أصحاب خالد القسري والي العراق لهشام بن عبد الملك وديعة، فلما نزع خالد عن ولاية العراق وتقلدها يوسف بن عمر الثقفي استدعاه من البصرة لأخذ الوديعة فأنكرها ولما اشتد عليه ضرب السياط جعل يقول: "والله إن كانت إلا أثيابا في أسيفاط قبضها عشاروك"٤، وروي أن الضارب له عمر بن هبيرة الفزاري أمير العراق من قبل خالد بن عبد الله.
وقد لزمته علة من ذلك الضرب بقية حياته، وهو صاحب الكتابين
_________
١ فوجد عليه أي غضب.
٢ راجع الشعر والشعراء والمولى: الحليف ولا يحالف إلا الذليل، فالمعنى لو كان ذليلا لهجوته ولكنه أذل من الذليل لأنه حليف الحضرميين وهم حلفاء بني عبد شمس، والتخطئة في البيت معروفة في النحو باب ما لا ينصرف، راجع سيبويه جـ٢ ص٥٨ وشرح المفصل والرضي على الكافية راجع الخزانة شاهد ٣٥.
٣ راجع رقم "١" ص٢٩ حاشية.
٤ راجع العبارة في مقدمة أدب الكاتب وعيون الأخبار "كتاب العلم والبيان التشادق والغريب" جـ٢، وخزانة الأدب الشاهد التاسع.
1 / 62