أنها ذكرت مرة أخرى في معجم الأدباء ترجمة الكسائي وقد نوه عنها حازم الأنصاري القرطاجني في منظومته النحوية المشهورة معترفا لسيبويه في الأشباه والنظائر أول الفن السابع "فن المناظرات والمجالسات إلخ".
ولئن ظفر الكسائي بسيبويه في هذه المناظرة ظلما لقد ثئر له منه على يد اليزيدي في المناظرة الآتية التي انحدر فيها الكسائي.
بين الكسائي واليزيدي:
قال العسكري: "اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد، فجرت بينهما مسائل كثيرة، فقال له اليزيدي: أتجيز هذين البيتين؟
ما رأينا خربا نـ ... ـقر عنه البيض صقر
لا يكون العير مهرا ... لا يكون، المهر مهر
فقال الكسائي: يجوز على الإقواء، وحقه لا يكون المهر مهرا، فقال له اليزيدي: فانظر جيدا، فنظر ثم أعاد القول، فقال اليزيدي: لا يكون المهر مهرا محال في الإعراب، والبيتان جيدان، وإنما ابتدأ فقال المهر مهر، وضرب بقلنسوته الأرض وقال: أنا أبو محمد، فقال له يحيى بن خالد: خطأ الكسائي مع حسن أدبه أحب إلينا من صوابك مع سوء أدبك، أتكتني ١ قدام أمير المؤمنين وتكشف رأسك؟ فقال إن حلاوة الظفر، وعز الغلبة أذهبا عني التحفظ" ٢.
وينبغي للكسائي أن يعبر بالإصراف لا الإقواء اصطلاح العروضيين٣.
_________
١ الاكتناء هنا قوله: أنا أبو محمد افتخارا وإعجابا.
٢ راجع كتاب التصحيف والتحريف ما وهم فيه الكسائي، وذكرت هذه المناظرة أيضا في معجم الأدباء ترجمة الكسائي، وفي الوفيات ترجمة اليزيدي، وفي شرح درة الغواص الوهم٣٥، والخرب: بفتحتين ذكر الحباري، ونقر نقب البيض لخروج الفرخ، والشطر الأول من البيت الثاني تمثيل للإيضاح، ولا "يكون" في أول الشطر الثاني تأكيد لفظي وما بعده تأكيد معنوي.
٣ فالإقواء: اختلاف حركة الروي المطلق بضم، وكسر، والإصراف: اختلاف حركة الروي المطلق بفتح وغيره وفي القاموس: وأصرف شعره أقوى فيه أو هو الإقواء بالنصب.
1 / 47