176

انبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم اعد الله الجنات للسابقين الاولين من المهاجرين والانصار ورضى عنهم كما اخبر وللذين اتبعوهم باحسان اترى معاوية واتباعه من المتبعين بالاحسان لا والله بل سلكوا سبيلا معاكسا لما سلكه السابقون وركبوا متن طرق البغي والجور والضلالة. سارت مشرقة وسرت مغربا * شتان بين مشرق ومغرب ومنها قوله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه هؤلاء هم اهل الصفة رضي الله عنهم وليس منهم ذلك الطاغية ولا احد من انصاره كما اجمع على ذلك اهل التفسير اخرج البيهقي في شعب الايمان وابن مردوية وابو نعيم في الحلية عن سلمان قال جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عيينة بن بدر والاقرع بن حابس فقالوا يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن هؤلاء وارواح جبابهم يعنون سلمان وابا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف جالسناك وحدثناك واخذنا عنك فانزل الله تعالى اتل ما اوحي اليك من كتاب ربك إلى قوله اعتدنا للظالمين نارا. يهددهم بالنار واخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن عبدالرحمن بن سهل ابن حنيف قال نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في بعض ابياته واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي فخرج يلتمسهم فوجد قوما يذكرون الله فيهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال الحمد لله الذي جعل في امتي من امرني ان أصبر نفسي معهم. (ومنها) قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة الآية هؤلاء هم اهل بيعة الرضوان اختصهم الله تعالى برضاه حين بايعوا رسول الله تحت الشجرة على الموت في قتال ابي سفيان ومعاوية ومن

--- [ 178 ]

পৃষ্ঠা ১৭৭