فمن للنحاة ومن للغات ... ومن للتقاة ومن للنسب
لقد كان للعلم بحرًا فغار ... وإن غور البحار العجب
فقدس من عالم عامل ... أثار شجوني لما ذهب
ثم أنشدتها في الدرس لقاضي القضاة، فسمعها الشيخ علم الدين القمني فحفظها وأنشدنا مرتجلًا
نظمت كلامًا يفوق اللجين ... جمالًا وينسى نضار الذهب
فقمت بحق الرثاء الذي ... بشرع المودة فرض وجب
وأنشدته بشجى موجد ... لكل القلوب شجون الطرب
فأذكيت فينا لهيب الأسى ... وهيجت فينا جمار الحرب
بنظم رقيق رشيق إلى ... جميع القلوب الرقاق اقترب
فبلغك الله ما ترتضي ... وأعطاك أقصى المنى والأرب
أحمد بن إبراهيم
بن عبد الواحد بن علي بن سرور ابن الشيخ العماد المقدسي الصالحي. ولد سنة ثمان وستمائة. وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثمان وثمانين وستمائة. سمع من ابن الحرستاني، وابن ملاعب، وأبيه، والشيخ الموفق، وطائفة. ورحل إلى بغداد متفرجًا. وسمع من عبد السلام الداهري، وعمر بن كرم. واشتغل ثم انخلع من ذلك وتجرد فقيرًا. وكان سليم الصدر عديم التكلف والتصنع، وفيه تعبد وزهد، وله أتباع ومريدون، وللناس فيه عقيدة وكان الصاحب بهاء الدين يزوره.
قال الشيخ شمس الدين الذهبي رحمه الله تعالى؟ إلا انه كان يأكل عشبة الفقراء فيما قيل، ويقول هي لقيمة الذكر والفكر، وربما صحب الحريري. وسمع منه الشيخ أبي جمال الدين المزي، والشيخ علم الدين البرزالي، والطلبة. وأقام مدة بزاوية له بسفح قاسيون. وكف بصره، ودفن يوم عرفة عند قبر والده رحمهما الله تعالى.
1 / 67