وشكا الجمال مقيله في ورده ... فأظله آس العذار المشرق
هامت بماء الفضل شامة خده ... فغدا العذار زويرقًا لا يغرق
إبراهيم بن مسعود
بن حسان المعروف بالوجيه الصغير النحوي. ويعرف جده بالشاعر؟ وإنما سمى بالوجيه الصغير لأنه كان ببغداد نحوي يعرف بالوجيه الكبير، واسمه المبارك: وسيأتي ذكره في مكانه، وكلاهما ضرير: وكان إبراهيم هذا من أهل الرصافة ببغداد. وكان عجبًا في الذكاء وسرعة الحفظ. كان يحفظ كتاب سيبويه أو أكثره. ويحفظ غير ذلك من كتب الأدب. وأخذ النحو عن مصدق بن شبيب، وكان أعلم منه وأصفى ذهنًا. واعتبط شابًا في جمادى الأولى سنة تسعين وخمسمائة. قال ياقوت: ولو قدر الله أن يعيش كان آية من الآيات، والله أعلم.
أحمد بن إبراهيم! بن حسن بن إبراهيم بن جعفر بن أحمد بن هشام بن يوسف ابن توهيت القرشي الأموي البهنسي، علم الدين القمني الضرير المقتي الفقيه. ولد سنة عشرين وستمائة. وتوفي رحمه الله تعالى سنة ست وثمانين وستمائة. روى عن ابن الجميزي وغيره، وأعاد بالظاهرية بالقاهرة. وكانوا يكتبون عنه في الفتوى.
أخبرني من لفظه الإمام العلامة أثير الدين أبو حيان رحمه الله تعالى. قال: كان فقيهًا فاضلًا، له مشاركة في نحو وأصول، وكان في الحفظ آية يحفظ السطور الكثيرة والأبيات من سمعة واحدة، وكان يقعد يوم الجمعة تحت الخطيب فيحفظ الخطبة من إنشاء الخطيب في مرة واحدة، ويمليها بعد ذلك؟ إلا أنه كان لا يثبت له الحفظ. وكان فيه صلاح وديانة، وله أدب ونظم ونثر. قال: كنت في درس قاضي القضاة تقي الدين عبد الرحمن العلامي، فنعى لي شيخنا اللغوي الإمام رضي الدين الشاطبي، فنظمت في الدرس أرثيه رضي الله تعالى عنه.
نعى لي الرضى فقلت لقد ... نعى لي شيخ العلا والأدب
1 / 66