251

============================================================

فلا تجده فى هذه الآية فعل به شيئا غير القول ، والدعاء على الكفر، قال الله، عز وجل: فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الطالمين ()،(1)، ولم يقل: انه شريك فى ذلك الظلم، ولا بمريد له، عز عن ذنك رب العالمين: واان قلت: إن إملاء الشيطان لهم، إنا هو حديمة واستمالة الدنيا للشهوات، والترغيب فى الفواحش، والتزيين للممعاصى لزمك أنك إن قلت : إن الله، عز وجل، يفعل بهم كذلك من الخديعة، ونندعاء إلى الشهوات، والترغيب فى الفواحش، والتزيين للمعاصى، إذ ليس بين إضلال الله، عز وجل، لخلقه، وبين إضلال الشيطان فرق، بوجه من الوجوه: وإن قلت : بل إضلال الله لهم هو الجبر على المعاصى. لزمك من تكذيب القرآن لك ماقد قلنا، فاختر اى هذه الوجوه شثت ، فلا عذر لك ولا راحة، ولا مخرج فى ايها قلت به إلا ان تقول : إن إملاء الشيطان لهم، غرور يغرهم به، وخديعة وتزيين فيلزمك 8ظ/ انهم اتوا فى كفرهم من قبل انفهم) ومن قبل الشيطان، وانهم لم يؤتوا فى ذتوبهم من قبل الله، عز وجل، بوجه من جيع الوجوه كلها، ولا بسبب من يع الأسباب كلها، وذلك هو الحق، وهوقول ب لعد وهو دين الله، عز وجل، الذى تعبد به الأولين والآخرين، وإلا فيلزمك أن الله يفعل بخلقه كفعل الشيطان، وأن الآيات التى تبرأ فيها من ظلم خلقه، إنما هى على جهة الظن والاستهزاء، والهذيان والخروج من الحكمة، وأنها نزلت لغير معنى، وأن ليس لها جانب من (10 الصدق، وأنه أخبرنا فى كتابه بغير حق من قوله : وما الله يريد ظلما للعالمين (28) (2) ، وقوله (وما ريك بظلأم للعيد (2)، وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين (6}(1)، ومثل هذا كثير فى القرآن، ولا صدق فى العدل والقيام بالحكمة، وانما تحتمل تأويلا (1) سورة الحشر: الأية *1 ) كانها بياض (2) حورة ال حران : الآمة *10.

(2) سورة فصلت : الأية 41.

(4) حورة الزخرف : الآية 76

পৃষ্ঠা ২৫১