[زهده (عليه السلام)]: أخلاقه الطاهرة كأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قميصه إذا مده بلغ الظفر، وإذا أرخاه بلغ نصف الذراع، وكان يأتزر فوق السرة بإزار مرقوع، فقيل له في ذلك، فقال: «يخشع له القلب، ويحمد عليه الرب، ويقتدي بنا المؤمن، وينكر علينا المنافق» (1).
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه
خلق وجيب قميصه مرقوع (2)
ورئي في وسطه تبان إلى نصف ساقه، ورداءه مشمر، ومعه درة، وهو يأمر الناس في الأسواق بتقوى الله، وحسن البيع، ووفاء الكيل والوزن، ولا ينفخوا في اللحم. ورئي على رأسه قلنسوة مضربة بيضاء، ورئي عليه عمامة سوداء، وقد أرخاها من بين يديه ومن خلفه. وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا كان إزارك واسعا فاتشح به، وإذا كان ضيقا فأتزر به» (3).
وللمجيز:
إن علي بن أبي طالب
خير الورى والطالب والغالب
وذو الفقار العضب لم يحكمه
سيف وإن السيف بالضارب (4)
دخل عليه بعض محبيه في إحدى ليالي صفين، فوجده يفطر على خبز وملح، فقال له: يا أمير المؤمنين أنت بالنهار مجاهد وبالليل مكابد. فقال:
الغنى في النفوس والفقر منها
إن تقنع فقل ما يكفيها
يا طالبا مثل علي وهل
في الخلق مثل للفتى الطالبي
فتوى رسول الله أن لا فتى
إلا علي بن أبي طالب
পৃষ্ঠা ৬০