[مقدمة المصنف]
بسم الله الرحمن الرحيم قال الراجي عفو الله تعالى عمر بن محمد بن عبد الواحد خادم الصوفية برباط المجاهد: الحمد لله البديع صنعه، المحكم بناؤه ووضعه، الباهر عطاؤه ومنعه، بعث محمدا بأنواع الصلات والقربات، وأيده بالبراهين والمعجزات، وخصه بالخلائق الزاكيات الطاهرات، (صلوات الله عليه) ما دامت الأرض والسموات، صلاة فائحة النشر، دائمة البشر.
وبعد: فإني جلت البلاد، وبلوت العباد، وطالت مجاورتي، وكثرت مهاجرتي، وشاهدت الناس في أهوائهم، وتشعب عقائدهم وآرائهم، ورأيت لكل منهم مستمسكا وعقيدة، يزعم أنها صحيحة المسلك، وصحبت جمعا من العباد الأقطاب الأوتاد، وكنت بخفي أسرارهم بالمرصاد، دائم البحث منهم والرغبة في الأخذ عنهم، ولم أر مخلصا لله حقا سوى الفقراء أرباب القلوب، فكانوا بأسرهم يتمسكون بالسبب الأقوى، والكنف الأحوى، موالاة الأئمة الأطهار، السادة الأبرار، أبناء البحر الغزير، والليث ذي الزئير، أبي شبر وشبير، لأنهم باب الذريعة، وحماة الشريعة، ومنهج القاصدين، ومشرب الواردين والصادرين.
فهم الوسيلة لقضاء الحاجات، وإبانة المعضلات، ودفع الملمات، فحذوت حذوهم في أفعالهم ونسجت على صحة منوالهم، وكنت ضنينا بكشف الحجاب ورفع النقاب لفصل الخطاب، فساقتني المقادير لزيارة المشهدين، وإجازة الشرف بحضرة الإمامين، فوجدت آثار مولانا السلطان، العالم، العادل، المؤيد، المظفر،
পৃষ্ঠা ১৫
المنصور، المجاهد، بدر الدنيا والدين، غياث الإسلام والمسلمين، ذي العدل السائر، والفضل الباهي الباهر، والبر الموصوف، والبر المعروف، الملك العقيم، والخير العميم، أبي الفضائل الملك الرحيم، جمع الله تعالى له من الفضائل ما فرق في الأواخر والأوائل. فمناقبه للمناقب غرر، وأوصافه للأوصاف الشائعة الرائعة درر، وما أخذ به نفسه النفيسة من إنشاء المشاهد، والمساجد، والمدارس، والمعابد إنشاء أوليا ومعادا روحانيا، ومواصلة المشاهد المعظمة المكرمة المبجلة المباركة المتقبلة، فهو السلطان الذي عقمت النساء أن يلدن مثله، وعجز الفضلاء أن يحصوا فضله.
البحر دون نواله
وكذى الغيوث الهاطلة
وله الفتوة والمروءة
والمعالي الفاضلة
جعل الله دولته منصورة الأعلام على الدوام، مجددة على تعاقب الليالي والأيام، وبلغه في ذريته وذويه غاية المحاب والمرام بمحمد وآله الطيبين الطاهرين الكرام، فأحببت أن أخدم خزانته الشريفة بمختصر لطيف الحجم، كثير العلم، عميم النفع، عظيم الوقع، وضمنته نخبة أذكار، ونبذ أفكار، وغوامض أسرار، استمددتها من علماء الأمصار، فكأن العبد قام عن مواليه بشكر ما أسداه، بصحة الفضل الذي توخاه وتولاه، وما أحراه بذلك وما أولاه.
إن ظن أن يحكي نداه الحيا
جهلا فلا واخذه الله
لأن شكر المنعم واجب الوقوع، والإقرار بحقوق النعم فرض مشروع، فجمعت المجاميع، واطلعت على القول البليغ البديع، ثم لخصت من لبابها، وأتيت بالعنوان من كتابها، من كتب ثقة مصنفها، مشهور بالصحة مؤلفها، فاتبعت قول من فضائله لا يحصرها عد، كل شيء ليس عليه أمرنا فهو رد، وكان المحرك لعزمي الساكن، أياد به البادية بتلك الأماكن، وسلكت فيه مسلك الاختصار الخالص من الإسهاب والإكثار، ليسهل رصعها في صحائف الخواطر، ويتيسر إيرادها على لسان الذاكر والحاضر، لأنه لا يعلم مطالعه إلا مطالعه، ولا يرى مصابيحه إلا مصاحبه، وقد سميته: (بالنعيم المقيم لعترة النبأ العظيم)، وبخزانة السلطان الملك الرحيم.
পৃষ্ঠা ১৬
دامت له الدنيا تراثا والورى
خولا وجانب ظله المحذور
وكرحت خلائقه وشرف رأيه
قدسا وساعد أمره المقدور
حتى يقال هو الكليم وهذه
الحدباء من أثر الخطاب الطور
لأن الملوك اشتملوا على نفوس أبية، وهمم علية، فإذا حسنت سيرهم، وحمد أثرهم، كفاهم قليل الطاعات، ويسير القربات؛ لقول النبي عليه أفضل الصلوات:
«عدل يوم واحد يعدل عبادة سبعين سنة» (1) فكيف لمن طلب معالي الأمور، وراقب في ولائهم رضوان العزيز الغفور، كان ذلك المقصد الأسنى، والغاية القصوى.
ورتبته ثلاثة أبواب، في كل باب عدة فصول، والله الميسر لدرك المأمول، واستخيره وأسأله أن ينفع به من تأمله، وجعلته وسيلة إلى جزيل الثواب، وذريعة إلى الفوز يوم المعاد والمآب.
وإذا افتقرت إلى الذخائر
لم تجد ذخرا يفيد كصالح الأعمال (2)
الباب الأول: فيما يختص بفضائل النبي الأمي، وبمولده عليه أفضل الصلاة والسلام، وفيه فصول.
الباب الثاني: فيما يختص بعلي الولي، وفاطمة، وعترتهم (عليهم السلام)، وفيه فصول.
الباب الثالث: فيما يختص بولائهم، ومحبتهم، وبفضلهم (عليهم السلام)، وفيه فصول.
পৃষ্ঠা ১৭
الباب الأول فيما يختص بفضائل النبي الأمي وبمولده عليه أفضل الصلاة والسلام وفيه فصول
পৃষ্ঠা ১৯
[تمهيد في ضرورة معرفة النسب]
ولما كانت الولادة النبوية والخلائق المحمدية هي منبع الفضائل، ومعدن ما زكى من الشمائل، جعلت افتتاح كتابي بسماته المعظمة، وصفاته المبجلة، إذ هو في هذه المناقب ركن يبنى عليه، وأصل ترجع الفروع إليه، وأن عترته الزكية وأسرته السرية شرفوا بالاعتزاء إليه، ونما فخرهم بالإنتماء إلى فخره المعول عليه، وهي أكثر أن تحصى، وأعظم أن تستوفى وتستقصى؛ لأن ذكر جميعها يقصر عنه باع الإحصاء.
بل ذكر أكثرها يضيق عنه نطاق طاقة الاستقصاء، واسم التاريخ عند الأمة وقت مفروض بحادث مشهور ينسب إليه ما يأتي بعده من الأزمان، وقد اصطلحت الأئمة على تاريخ الملة الإسلامية من هجرته في ربيع الأول، فرد التاريخ في أيام عمر رضى الله عنه وأرضاه إلى المحرم (1)، وفيه عبرة الوقوف على أحوال الأمم السالفة والقرون الخالية.
وقفت فيها أصيلا لا أسائلها
أعيت جوابا وما بالربع من أحد (2)
فياليتنا نتدبر، ونتذكر، ونعتبر، ونتفكر، ونتحقق، أن المصير إليهم والقدوم عليهم.
يا أيها الراجع فيما مضى
هل لك فيما قد بقي مطمع
فيا طوبى لمن حقق بسبب عمله بقوم هم غاية أمله، والأصل في ذلك ما أجازني سيدي وشيخي صدر الحفاظ، رئيس الفريقين، إمام الحرمين، قدوة العرب والعجم، فخر المعالي، ذو المناقب، وحيد عصره، وفريد دهره، كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد الحسيني قدس الله روحه بظاهر الموصل، سنة خمس وعشرين
পৃষ্ঠা ২১
وستمائة، ما رواه مرفوعا إلى الباقر، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أحب أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنة التي وعدني ربي، فليتول علي بن أبي طالب وذريته الطاهرين أئمة الهدى، ومصابيح الدجى من بعده، فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة أبدا» (1).
ومما أجازني قوله صلى الله عليه وسلم: «تنقطع الأسباب والأنساب والأصهار إلا سببي، ونسبي، وصهري» (2).
والنسب على الحقيقة نسب الدين لا نسب الماء والطين ؛ لقول الحق سبحانه وتعالى: إن ابني من أهلي قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح (3) وإن كانت الأنساب سببا للتعارف، وحفظا للتناسل والتراحم، قال الله تعالى: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم (4).
وقال (عليه السلام): «يجب معرفة الأنساب» (5).
ويأمر بني هاشم وقريش والأنصار والعرب أن تحفظها، ويقدم ذوي النسب على غيرهم ويقول: «رحم الله النسابين فرب رحم مقطوعة قد شدوها وأرشدوها» (6).
وقال في رواية: «اعرفوا أنسابكم لتصلوا أرحامكم» (7).
وقال (عليه السلام): «إن الله تعالى اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة
পৃষ্ঠা ২২
قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» (1).
واستحسن المأمون كلام رجل فسأله عن نسبه فقال: من طي، فقال: من أيها؟
فقال: من ولد عدي بن حاتم. فقال: هيهات، أطلت إن أبا طريف لم يعقب.
وقال لجلسائه: تعلموا النسب فإنه [.....] (2) بالشريف أن يجهل نسبه ولا يعرف أصله ومركبه. وما زالت الخلفاء والملوك ورؤساء العرب يقدمون ذوي النسب، ويخصونهم بأعالي الرتب؛ لقوله (عليه السلام): «عليكم بحفظ البيوت».
وقال علي (عليه السلام): «من عرف نسبه عرف قدره» (3).
ومعظم العلماء يقولون: ما نعرف ما بعد أدد بن اليسع (4).
فقال (عليه السلام): «كذب النسابون وإن قالوا ما نعلم ما فوق ذلك أنا ابن الذبيحين ولا فخر» (5).
لأن الفخر لهما برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذب ههنا بمعنى: وجب، وتعين نسبهم لدي؛ لما وجب حقهم علي.
পৃষ্ঠা ২৩
[في ولادة النبي صلى الله عليه وسلم]
وقد أجمع العلماء: أنه (عليه السلام) ولد يوم الإثنين في ربيع الأول عام الفيل (1).
وقيل: بعد دخول أصحاب الفيل بخمسين يوما (2)، وهو سابع عشر ذي ماه من شهور الفرس، ومن شهور الروم يوم العشرين من نيسان، وبينه وبين عام الفجار عشرون سنة. واختلفوا فيما مضى من ربيع الأول على خمسة أقوال:
أحدها: لليلتين خلتا منه (3).
والثاني: لثمان منه (4).
والثالث: لعشر منه (5).
والرابع: لإثني عشر منه (6).
والخامس: وهو مذهب أهل البيت أنه ولد يوم الجمعة سابع عشرة (7)، وهو
পৃষ্ঠা ২৪
الصحيح المختار. وكان يقول:
أنا النبي لا كذب
أنا ابن عبد المطلب (1)
وكان قدوم أصحاب الفيل مكة يوم الأحد لثلاث (2) عشرة ليلة خلت من المحرم، سنة ثمان مائة واثنين وثمانين، [ولسنة] أربعين من ملك كسرى، وفي سابع عشرة المحرم لم يبق منهم بمكة أحد. وولد عمه العباس قبله بثلاثة سنين (3).
পৃষ্ঠা ২৫
[في نسبه الشريف وكرامات الولادة واسم زوجته ونسبها]
وقال ابن عباس وغيره: محمد رسول الله بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وإلى هاهنا نسب النبي صلى الله عليه وسلم نفسه (1).
وأجمع النسابون أن عدنان بن أد بن أدد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان (2) بن نبت بن حمل بن قيدار (3).
وقيل: قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم بن تارخ (4).
وهو في التوراة ابن ناحور بن ساروغ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وهو آدم الثاني بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو ادريس بن اليارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم (عليه السلام) (5).
نسب كأن عليه من شمس الضحى
نورا ومن فلق الصباح عمودا (6)
وبلغت ببركة كتابي هذا غاية المرام؛ وذلك أني رأيت في واقعتي بعض الأيام
পৃষ্ঠা ২৬
أن قل لإبراهيم: إن قدرت أن تزورنا في البيت العتيق الذي بنيته فافعل. فقلت: وأنا أيضا أزوركم، فلما أديت الرسالة سمعته (عليه السلام) يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. فقلت كذلك، وهي تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ابتدأت تأليفه غرة ذي القعدة الواقعة في سابعه. وقال ابن عباس:
ليس في العرب قبيلة غير بني تغلب مضرية وربيعية ويمانية إلا وقد ولدت النبي (عليه السلام) (1)؛ لقوله تعالى: لقد جاءكم رسول من أنفسكم (2).
وكان قصي يسمى مجمعا، وزيد هو قصي.
قصي أبوكم كان يدعى مجمعا
به جمع الله القبائل من فهر
وأنتم بنو زيد وزيد أبوكم
به زيدت البطحاء فخرا على فخر (3)
وماتت أمه وله ست سنين، وهو اختيار العلماء (4).
وقيل: سنتان. واسمها: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، ويلتحق النسب بالنبي (عليه السلام). ومات أبوه وهو حمل على المنصوص وله خمس وعشرون سنة (5).
ومات عبد المطلب وللنبي (عليه الصلاة والسلام) ثمان سنين (6)، ودفن في الحجون (7).
وأرى البلى يبلي الجديد
وكل شيء للبلاء
وأرى الفدا لا يستطاع
فمن لنفسك بالفداء
পৃষ্ঠা ২৭
قيل لأمه في المنام: أنت حامل بسيد الأمة، وأنه سيتلقى عند ولادته الأرض بيده اليسرى، ثم ينظرك متبسما، فقولي: أعيذك بالواحد من شر كل حاسد، فإنك عبد الملك الواحد، وسميه محمدا (1).
فلما وضعته كان كذلك، فجعلته تحت برمة فانفلقت عنه وقد شق بصره إلى السماء، وسمعت في الهواء: انقشعت الظلماء، وسطع الضياء، وبعث خاتم الأنبياء، وظهر الإسلام، ووصلت الأرحام، وكسرت الأصنام، وحج البيت الحرام، (فمن أجاب) (2) فله الجنة، ومن عصى فله النار.
وقال العباس: ولد مختونا، مسرورا، نظيفا، في ظهره خاتم النبوة، أصابعه في آذانه كالمؤذن، وجميع الكواكب في شرفها ناظرة إليه بأمر ربها. وكان طالعه (صلوات الله عليه): الميزان. وأدخله جده عبد المطلب الكعبة، وشكر الله وأثنا عليه، ورفعه إليه، ومما قال:
الحمد لله الذي أعطاني
هذا الغلام الطيب الأردان (3)
وذكرت أمه خفة حمله وسهولة ولادته. وكانت أم أيمن تحضنه والسعدية ترضعه، ولما توفيت أمه ضمه جده وحن عليه. ومن شرفه أن تساقطت النجوم عند ولادته، ورجمت الشياطين عن ميقات رسالته، وتفجر الماء من بين اصبعيه، وحن الجذع اليابس عليه، فلم يسكن حتى ضمه إليه، وكان يسلم الحجر عليه والمدر والنبات والشجر، وكلمه الضب والظبية بالشهادتين. وكان يحب (صلوات الله عليه) صوم الإثنين، فقيل له في ذلك فقال: «فيه ولدت، وفيه جاءني الوحي، وفيه هاجرت، وفيه رفعت الحجر الأسود، وفيه بعثت، وفيه دخلت المدينة، وفيه أقبض» (4).
পৃষ্ঠা ২৮
واسمه (عليه السلام ) في التوراة: محمد بن عبد الله عبدي المختار (1).
مولده: بمكة، وهجرته إلى المدينة، وعمره عند الهجرة ثلاثة وخمسون سنة، وكان ذلك في يوم الإثنين من شهر ربيع الأول (2).
وكان خروجه من مكة يوم الخميس السابع والعشرون من ماه (3) فروردين، ولما رجع من حراء بعد الحنث- أي التعبد- ورؤية الملك، وشق الصدر وغسله، والقراءة، قال لخديجة: «زملوني، دثروني» (4)(5).
فسمي بهما، فبشرته أن الله لا يخزيك أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
وهي: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. وأمها: فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن معيص بن غانم (6).
وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم قبل نسائه وهو ابن خمس وعشرين (7)، وماتت بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين (8).
وقيل: بأربعة. وقيل: بخمسة. وقيل: توفيت في سنة عشرة من المبعث، قبل موت أبي طالب بشهر وخمسة أيام، أول ذي القعدة. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم قبرها، ولم تكن
পৃষ্ঠা ২৯
افترضت بعد صلاة الجنائز، وغسلتها أم أيمن وأم الفضل، ودفنت بالحجون (1)(2).
فاجتمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حزنان بموتها وبموت أبي طالب (3).
فأمر عليا (عليه السلام) بغسله ومواراته وقال: غفر الله له ورحمه، واستغفر له أياما، ولم يخرج من بيته (عليه السلام) حزنا عليه (4).
وقضى عمه أبو طالب وال
دهر فيه السراء والضراء
ثم ماتت خديجة ذلك العام
ونالت من أحمد المناء
পৃষ্ঠা ৩০
وكان قد بشر بنبوته أعيان ذلك الزمان من كل ملة، ومنهم قس بن ساعدة الأيادي، ومالك بن ذي يزن من الحبشة، وسرجيس الرومي، وبحيرا الراهب، وسطيح الكاهن، وورقة بن نوفل، وقال له ورقة: أنت والله صاحب الناموس الذي أنزل على موسى وعيسى، يا ليتني أدركت دعوتك لأؤمن برسالتك (1).
পৃষ্ঠা ৩১
[في معراجه وهجرته ونزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم]
وأجمع العلماء: أن معراجه كان من مكة قبل الهجرة. واختلفوا في المدة على أربعة أقوال: أحدها: سنة، قاله ابن العباس. والثاني: ستة أشهر، قاله السدي. والثالث:
ثمانية عشر شهرا، قاله الواقدي. والرابع: ثمانية أشهر. والهجرة: يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول، وعند ارتفاع الضحى قدم المدينة؛ فعلى هذا يكون معراجه في ربيع الأول. وعلى القول الثاني: في شهر رمضان. والقول الثالث والرابع: ليلة سابع عشرين من رجب. وهو المشهور المذكور. وانتهى به من بين زمزم والمقام، وهو ابن إحدى وخمسين سنة وتسعة أشهر وثمانية وعشرين يوما. ونزل عليه الوحي: وهو ابن أربعين سنة، لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. فأقام بمكة ثلاثة عشر سنة، وبالمدينة عشرة.
[في أسمائه ونزول الفرائض]
وقال (صلوات الله عليه): «لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب» (1).
وله اسم آخر منها في التوراة: الضحوك (2).
وفي سنة اثنين من الهجرة، حولت القبلة إلى الكعبة، ونزلت فريضة رمضان.
পৃষ্ঠা ৩২
وقيل: كان ذلك في شعبان (1).
وأمر بزكاة الفطر، وصام (عليه السلام) تسع رمضانات، وكانت غزاة بدر في تلك السنة.
[في زوجاته وأعمامه صلى الله عليه وسلم]
وكان له ثمانية عشر امرأة مع مارية القبطية (رضي الله عنهن) (2).
وقيل: اثنا عشر. وقبض عن تسع مهائر: وكان له أربع سراري.
وكان صداقه: عشر أواقي من الفضة وهي خمسمائة درهم. (3)
والصحيح المشهور: أن صداقه دون النصاب. وقال (عليه السلام): «أعطيت في الجماع قوة أربعين رجلا». (4)
وأعمامه (عليه السلام): العباس، وأبو طالب، والزبير، وضرار، وحمزة، والمقوم، وأبو لهب- واسمه عبد العزى- والحرث، والغيداق (5).
وعماته: عاتكة، وأميمة، وصفية، وبرة، وأم حكيم- وهي البيضاء- وأروى (6).
পৃষ্ঠা ৩৩
[في أولاده وغزواته ومواليه وخدمه ومؤذنيه]
أولاده (عليهم السلام):
القاسم وبه كان يكنى، وعبد الله- وهو الطاهر- ويقال له:
الطيب (1)، وإبراهيم، وقيل: المتطهر. فالقاسم والطيب، ماتا بمكة صغيران. وقال مجاهد: كان عمر القاسم سبع ليال (2).
بناته عليهن السلام:
فاطمة، وزينب، ورقية، وأم كلثوم (3).
[غزواته وسراياه]
وكانت غزواته ثمانية وعشرين. وقيل: أربعة. وقيل: سبعة وعشرين (4).
وسراياه: سبعة وخمسين. وقيل: إثنان وعشرون، وتقدمت سراياه على غزواته (5).
ومواليه: أحد وأربعون. وإماؤه: أحد عشر أمة. وخادمه: أنس بن مالك. (6)
পৃষ্ঠা ৩৪
وخداماته: هند وأسماء. والمؤذنون: بلال، لم يؤذن بعده حتى مات، ودفن بدمشق خارج الباب الصغير سنة عشرين. وابن أم مكتوم، وأبو محذورة.
[حجة الوداع]
وفي السنة العاشرة: حج متمتعا، وقيل: مفرد، وقيل: قارن، وكانت حجة الوداع.
وكان حج قبل النبوة، وفيها حججا لم يذكرها المؤرخون. واعتمر بعد هجرته عمرتين، وقيل: ثلاثة، وقيل: أربعة (1).
وأقام المحرم ثم صفر، واثني عشر ليلة من ربيع الأول سنة إحدى عشرة وتوفي، وكان استصحب نساءه في تلك الحجة في الهوادج، ولما شاع حجه اجتمع لصحبته أهل الآفاق. وفي هذه السنة: نزلت: اليوم أكملت لكم دينكم (2) الآية. وأسلم جرير، وقدم السيد والعاقب، وكانت المباهلة. وقال صلى الله عليه وسلم: «لو باهلتني نجران لتأجج الوادي عليهم نارا، ومسخوا قردة وخنازير، واستأصلهم الله حتى الطير في وكره» (3).
وفيها: تكاثرت الوفود عليه، ولبس لقدومهم أفخر ثيابه، وأمر أصحابه بذلك.
ومات ولده عبد الله سنة أربع، وهو ابن ست سنين، فوضعه في حجره وبكى، وقال:
«إنما يرحم الله من عباده الرحماء» (4).
ووضعت مارية إبراهيم في سنة ثمان من الهجرة. وقال (عليه السلام): «استوصوا بالقبط
পৃষ্ঠা ৩৫
فإن لهم ذمة» (1).
ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهرا، وقيل: ثمانية أيام (2).
ورأيت في الواقعة إبراهيم (عليه السلام) ولد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي: لا تحقرن شيئا من خلق الله، فعلم الله به أتم. فالبنون والبنات أمهم خديجة، ما خلا إبراهيم فإن أمه مارية.
وتوفيت مارية بعد النبي (عليه السلام) بخمس سنين، وهذا أوفى الروايات (3).
وقيل: مات إبراهيم آخر ربيع الأول سنة عشرة (4).
ودفن بالبقيع، فبكا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أنت أحق من عرف الله تعالى فيما أعطى وأخذ. فقال: «تدمع العين، ويحزن القلب، فلا نقول ما يسخط الرب ولو لا أنه قول صادق، ووعد جامع، وسبيل نأتيه، وأن آخرنا سيتبع أولنا، لوجدنا عليك أشد من وجدنا بك، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون» (5).
وقال وهو مستقبل الجبل: «لو أن بك ما بي لهدك، ولكنا نقول ما أمرنا به: إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين» (6).
وقال الناس: كسفت الشمس لموته. فقال (عليه السلام): «إنها لا تكسف لموت أحد ولا لحياته» (7).
قالت سيرين: كنت وأختي مارية نصيح وهو محتضر فما نهانا النبي، فلما مات
পৃষ্ঠা ৩৬