নবীন ঝর্না: গল্প চিত্র
النبع القديم: لوحات قصصية
জনগুলি
ضحك، وهو يرفرف بجناحيه ويحجل بقدميه وينعب بصوت عال، كأنه يشهد بقية الغربان على شيء غير مسبوق: - وتقول التعجل؟ ألم تتخط السبعين؟ ألم تنظر صباح اليوم في مرآتك؟
قلت، وأنا أضع يدي على صدري بعد أن أحسست بشكة مفاجئة: - نعم نظرت ورأيت كما أفعل كل يوم. إذا كنت تقصد الشعر الأبيض كالثلج، والأسنان التي تساقطت، والتجاعيد والأخاديد التي حفرتها المرارة على وجهي، فمعك الحق إذا تصورت أن الأوان قد آن، لكنني لا أحب أن يباغتني أحد ...
قال بصوت متزن، كأنه يخرج من فم أحد الحكماء: - نحن لا نباغت أحدا، هذه أوامر ننفذها فحسب.
قلت، وأنا أتكلف الابتسام والصبر: - إذن، فقل لهم إنني أطلب مهلة ...
ضحك الغراب كمهرج سيرك، وأخذ يقفز ويعلو ويهبط في المسافة الفاصلة بيني وبين جوقة الغربان، الذين أخذوا كذلك يضحكون ويتقافزون كالمجانين: - تصوروا ... يطلب مهلة ... لكن قبل أن نتوجه للمسئولين، هل تقول لنا لماذا؟
قلت باختصار من ضاق بالحوار العقيم: - لدي أمور لم أنجزها.
قال الغراب، وكأنه ينتظر ذلك الجواب: - سينجزها غيرك. لست وحيدا فوق الأرض ...
قلت في لهجة غاضبة: - ولدي نصوص لم أكتبها بعد.
قال الغراب، وهو يترنح ويتأرجح كالسكران: - قصص ومسرحيات ومقالات ... أليس كذلك؟ ... ألم تكتب ما فيه الكفاية؟ ألم تتعلم من تجاهل القراء والنقاد وأهل المسرح؟ ... ألم يكن في الوقت متسع لما كتبت طول عمرك ولأكثر منه ... ألم ...
قلت، كأني أحذره من الإنكار والمغالطة: - تعلم خيرا من غيرك كيف سرق العمر ... تدريس للمئات ... غدر من الزملاء والتلاميذ، خيبة أمل في الحياة والحظ والحب والناس. الأيام كانت تمر بي كالأسود التي تلتهمني فأنتزع منها قصة أو قصيدة أو مسرحية قبل أن تعود لالتهامي ... والآن أكتب سيرة حياتي ...
অজানা পৃষ্ঠা