توقفت حركة يد ريكو فجأة. وسمعها هاناي تهمس بشيء لم يكن يتخيله أو يتوقعه. «اطمئن. فأنا أيضا مثلك.» - «ماذا؟»
فكر هاناي - الذي لم يستطع فهم معنى كلامها على الفور - في أن ريكو تقول مزاحا فظيعا لا يحتمل.
بعد ذلك بنبرة حديث هادئة وبطيئة حكت معاناتها، وأنها تتردد على عيادتي، دون شفاء. ولذلك عندما شاهدت منظره فوق صخرة شاطئ البحر مثل طائر الغاق، عرفت على الفور أن ذلك المنظر لشخص يعاني نفس التعاسة التي تعانيها هي.
فطبقا لما قالته ريكو، فإنه يمكن رؤية تلك التعاسة الجسدية بوضوح تام، كلؤلؤة في قاع كوب زجاجي.
قالت له كأنها تغني: «لؤلؤة سوداء داخل جسمك، ولؤلؤة بيضاء داخل جسمي.»
تلقى هاناي إلهاما عجيبا من وجود تلك المرأة، وتأثر تأثرا شديدا بشخصيتها القوية التي تحول حتى التعاسة إلى فخر لها، وأثناء سماعه لحديثها بدأ الموت يصير تدريجيا أمرا في غاية الحماقة. ... ثم تصل الحكاية في تلك اللحظة إلى تغيير غريب، عندما تنتهي ريكو من حكي تجربتها، نهضت واقفة بسرعة كأنها ممرضة، ثم وعدته باللقاء مرة ثانية في اليوم التالي، وقالت له تصبح على خير، وغادرت الغرفة. بعد أن ترك بمفرده فجأة، اختفت داخله أية رغبة في الانتحار. ثم تولدت لديه شكوك أخرى، ففكر في أن اعترافات ريكو تلك مجرد أكاذيب لمنعه من الانتحار. وهنا تولدت داخله فكرة جديدة ؛ ألا وهي ؛ إن كان الأمر كذلك فلينتحر فقط من أجل أن يخيب ظنها. ولكن ما من ضرورة للاستعجال في هذا الأمر، ولا مانع من تأجيله لما بعد لقائها مرة ثانية والتأكد على مهل من حقيقة مشاعرها.
26
قابل هاناي ريكو في مطعم الفندق أثناء وجبة الغداء في اليوم التالي. جلسا معا على مائدة واحدة، ثم على الفور أسمعته قولا صادما. «لقد أرسلت توا رسالة إلى الدكتور شيومي؛ رسالة طويلة جدا جدا استغرقت في كتابتها طوال وقت الصباح كله. كانت الحروف غير مرتبة مطلقا ولكن لا يهم فالدكتور معتاد على خطي.» - «أية رسالة؟!» - «كتبت حكايتك كلها وأرسلتها له.» - «ماذا؟!»
أصيب هاناي بالذهول قبل أن يشعر بالغضب. اعترافه بأنه مهووس بالانتحار أبلغ على الفور بعد ليلة واحدة إلى طبيب لا يعرفه ولم يره من قبل، ولم يعد سره العميق سرا على الإطلاق. على العكس أحس بالغضب من أجل أن فرصة الانتحار سلبت منه بسبب تعاملها ذلك الذي يفتقر لمراعاة مشاعره. - «ما الذي جعلك تفعلين ذلك؟» - «لأنه التزام علي.» - «التزام؟!» - «يجب علي أن أبلغه بكل ما يحدث لي بالتفصيل.» - «حتى شئون الآخرين؟» - «بالتأكيد؛ حتى شئون الآخرين ما دام لها علاقة بي.» - «ما تلك العلاقة؟»
قالت ريكو بمرح وهي تأكل الأومليت الإسباني بمهارة: «اللؤلؤة السوداء واللؤلؤة البيضاء.»
অজানা পৃষ্ঠা