ولأن عمتها خرجت من الناموسية لوداعه، فقد استطاعت ريكو هذه المرة أن ترى بوضوح وعيناها مفتوحتان على وسعهما من داخل فراشها تحت إضاءة الحديقة المغبشة عمتها وشقيقها يتبادلان قبلة الوداع ثم ترى شقيقها وهو يرحل مختفيا وراء أشجار الحديقة.
في الصباح التالي أبدت ريكو رغبتها في العودة وهي غاضبة، وفي النهاية أنفذت رغبتها وصحبت عمتها وعادت بها إلى مدينة قوفو.
في نهاية ذلك العام تقريبا افتضحت علاقة شقيقها مع عمته للجميع، ووبخ الأب ابنه توبيخا شديدا، بل ورسب شقيقها مجددا في اختبار دخول الجامعة، وفي أحد الأيام قرر الهرب من بيت الأسرة ولم يعلم أحد مصيره. وتقدم الأهل على الفور ببلاغ للشرطة عن غيابه للبحث عنه، ولكن حتى اليوم لا يعلم أحد مكان وجوده.
ويمكن إرجاع سبب موافقة الأب وتدليله المفرط لريكو بالسماح لها أن تعيش وتدرس في طوكيو، ثم بالعمل فيها بعد التخرج، إلى تلك التجربة في فقدان ابنه الغالي الذي كان يفترض أن يرث اسم العائلة.
قرر الوالدان - اللذان خافا أن تؤثر مشاكل الشقيق الأكبر على مستقبل ريكو - أن تخطب إلى قريبها بعد تخرجها مباشرة في المدرسة الابتدائية، وكانت نتيجة ذلك هي ما ذكر بالفعل فيما سبق.
ولم يكن قلب ريكو، ومع نضوجها، به مساحة أخرى لوجود أية مشاعر غير الحقد والحب الشديد تجاه صورة شقيقها الغائب. ... ... ... «أعتقد أنك تستطيع أن تفهمني بعد حديثي إلى هذا الحد.
إن السيد ريوئتشي يشبه كثيرا الصورة الباقية لأخي في ذاكرتي. وهذا سبب أنني أحببته، وهو أيضا سبب رفض جسدي له.
كان اليوم الذي ذهبت معه لأول مرة إلى الفندق، هو الضربة القاصمة.
كان يوم أحد من أيام الصيف. جاء إلى المكان الذي تواعدنا للقاء فيه مرتديا قميص بولو أسود وبنطالا أسود. بالإضافة إلى ذلك وضع نظارة شمسية على عينيه، كان مشهدا لا يمكن تخيله من مظهره الحسن المهندم المعتاد الذي يظهر به كل يوم في العمل. وعندما رأيته من بعيد ظننت أنه أخي. وصرخت في سري: [أخي]، وجريت تجاهه وأنا في نشوة عارمة وقلبي يخفق من الفرحة.
أزال نظارته الشمسية، ثم قال وهو يضحك: [أهلا.]
অজানা পৃষ্ঠা