4
ومن يهزم نقص له عضوه بهذا المقص. وكنت البنت الوحيدة، بل وكنت أنا أول المنهزمين. أشفق علي شون وحاول منعه، ولكن الطفل الذي يمسك بالمقص لم يرضخ. ومع أنني بكيت بكاء مريرا إلا أن الجميع قيدوا حركتي وأنزلوا بنطالي. وفي تلك اللحظة وضع الطفل الشرير حديد المقص البارد على فخذي (آه ... لقد تذكرت الآن ذلك الملمس البارد المرعب)، وبعد أن بحث بيده اليسرى في جسدي قال: [ما هذا؟! لا يوجد شيء هناك. أنت طفلة مهزومة دائما. فسبق أن قطع من قبل، أليس كذلك؟]
وعندها أخذ الجميع يغنون: [مهزومة، مهزومة، على الدوام مهزومة. زمان، زمان في قديم الزمان، قطع عضوك ولم ينم مجددا.]
وظلت الحسرة والرعب معي بعد ذلك لفترة طويلة، لدرجة أنني كنت أفكر أن أحمل مقصا وأدور به على هؤلاء الأطفال المتنمرين أثناء نومهم ليلا وأقطع به أعضاءهم جميعا.
ثم بعد ذلك موضوع الثور. بعد مرور فترة من حادثة المقص، حدثت في مدينة «قوفو» أن فر ثور هائج في طرقات المدينة بعد أن طعن بقرنه فلاحا في صدره فقتله، وعندما سمعت تلك الواقعة، تخيلت ببراءة الطفولة أن قرون الثور تشبه المقص ، ثم وصل خيالي إلى أنه ما دامت القرون تشبه المقص فهي تشبه أيضا العضو الذكري.
وأنا أعتقد أن تحويل الخيال القاطع ليكون شبيها للمقطوع، أمر يثير الدهشة، ولكنني لم أستطع التوقف عن هذا التخيل. فالمقص في الأصل يحاول قطع هذا؛ لأنه يخاف منه، وعلى الأرجح فإن ذلك الشيء المخيف أيضا في الأصل يشبه المقص، أليس هذا أمرا محتملا أن يتخيله الأطفال في أوهامهم؟
أما ما أخفيته عنك يا دكتور ولم أستطع البوح به، أنني أنا الذي أبدو أنني نشأت في رعاية وعناية شديدتين كطفلة في صندوق جواهر، في الواقع لقد تفتحت عيناي على الجنس في فترة مبكرة جدا. ليس فقط عيناي اللتان تفتحتا، بل لقد رأيت العملية الجنسية نفسها مباشرة أمام عيني.
أعتقد أنني كنت وقتها في الصف الرابع من المرحلة الابتدائية. أخذت إذنا من العائلة، وصحبتني عمتي التي تحبني وترعاني جدا، وذهبنا في رحلة لمدة يومين أو ثلاثة أيام إلى منطقة وادي شوسن. وعندما أفكر في الأمر الآن، كان شاب يقيم في نفس الفندق بعد أن اتفق على ذلك مع عمتي، وفي إحدى الليالي بينما كنت أتظاهر بالنوم، تسلل ذلك الشاب إلى غرفتنا وهو لا يعلم بأنني مستيقظة.
لقد أصابتني صدمة هائلة، ووصلت إلى قرار أنه من الأفضل أن أستمر في التظاهر بالنوم. في البداية لم أصدق أن البشر يقلدون ذلك الفعل الذي تفعله الحيوانات، ولكن ألا ترى الأمر غريبا يا دكتور؟ فمهما قلنا أطفال؛ فحتى الأطفال لديهم ما يقنعون به غريزتهم.
ولكنني كنت أفكر تفكيرا شديد الألم أنه إن كان يجب علي أن أفعل ذلك عندما أكبر، فأنا أكره أن أكبر، وأريد البقاء طفلة كما أنا. وجعلت تلك الواقعة التي كانت في منتهى الثورية عالم الكبار الذي كنت أكن له تبجيلا واحتراما ينهار ويتداعى فجأة من قواعده، وكانت كلمات اللذة التي تجري على لسان عمتي ولسان الفتى بأنفاسهما اللاهثة المتعبة، تبدو لي كأنها حسرة وتجلد ضد الانهزام، ولم أستطع معرفة هل هي حقيقية أم ادعاء.
অজানা পৃষ্ঠা