মানবিক বিজ্ঞানের সমস্যা: এর নিয়মনীতি ও সমাধানের সম্ভাবনা
مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها
জনগুলি
بالمعنى الدقيق لمصطلح العلم المتفق عليه في بحثنا هذا، على الرغم من أن الرائد الرسمي للتفكير العلمي الحديث: فرانسيس بيكون
F. Bacon (1626 +) قد دعا أو بشر بهذا في «الأرجانون الجديد».
7
أو شريعة العلم الحديث، البديل لأورجانون أرسطو، ومنطقه القياسي البالي، شريعة العلم القديم والعقيم. ومع التطور المذهل للتفكير العلمي الذي تأتى في سياق المشروع الكلاسيكي النيوتني، وتهاوى الأوثان الواحد بعد الآخر أمام مده، واجتياحه العاتي، شهد منتصف القرن التاسع عشر الميلادي الرسمي لكثير من فروع العلوم الإنسانية. على نفس أسس الإبستمولوجيا العلمية آنذاك، بمستوى طموحاتها، وطبيعة مسلماتها، وتأثير استجاباتها للحدود، والظروف المعرفية ... هذه الأسس الإبستمولوجية يلخصها ويبلورها مبدأ الحتمية
Determinism
الميكانيكية، وهي تعني نظاما شاملا لا تخلف فيه، ولا مصادفة، ولا استثناء ولا احتمال، كل حدث لا بد أن الضرورة ويستحيل ألا يحدث ، أو أن يحدث سواه، فثمة قوانين ميكانيكية يقينية دقيقة دقة رياضية، تحكم هذا الكون، وتجعل أحداثه في صورة أشبه بالسلسلة المحكمة الحلقات، كل حلقة تلزم عن سابقتها، وتفضي إلى لاحقتها، حتى إذا توصلنا إلى تلك القوانين، وعرفنا تفاصيل حالة الكون في لحظة لاحقة معينة، لاستطعنا أن نتنبأ يقينا بتفاصيل حالته في أي لحظة، فهذه الحتمية لها وجه آخر هو العلية
Causality
التي تضفي على الطبيعة انتظامها الحتمي، والعلية بدورها مبدأ كوني يعني أن كل حادثة في الكون لها علة أحدثتها، ولكل علة معلول ينشأ عنها، فتسير أحداث هذا الكون في تسلسل علي، ليغدو التفسير العلمي هو ربط الحادث اللاحق بالحادث السابق من خلال قانون.
8
وقد كانت الحتمية الميكانيكية بعليتها هي عقيدة العلم الكلاسيكي، ديدن العلماء وعملهم إبستمولوجيا، وإطار عالم العلم أنطولوجيا، لا سيما بعد أن وضع نيوتن تفسيره الميكانيكي للكون الذي بدا وكأنه الإحراز النهائي لمشروع التصور الحتمي. وتأكد ذلك المشروع بالنجاح الخفاق لنظرية نيوتن، حتى إنها مثلت النبراس والهادي الحادي. ولم يعد أمام الدراسات الإنسانية إلا اقتفاء مثالياته الآمنة المطمئنة، ويجمل الفيلسوف المعاصر أشعيا برلين - وهو من المعنيين بشتى إشكاليات الدراسات الإنسانية - يجمل الموقف بدوافعه ومبرراته وطموحاته كالآتي: «والآن إذا كان نيوتن قادرا من حيث المبدأ على تفسير كل حركة وكل مكون من مكونات الطبيعة الفيزيقية، وفي حدود عدد صغير من القوانين ذات العمومية المطلقة، أفلن يناقض العقل الافتراض القائل: إن استخدام مناهج مماثلة لن يفسر الأحداث والوقائع الاجتماعية والسيكولوجية؟ صحيح أننا نعرف عنها أقل كثيرا مما نعرفه عن الوقائع الفيزيوكيميائية، ولكن هل ثمة اعتراض من حيث المبدأ على أننا يمكن أن نكتشف يوما ما قوانين قادرة على أن تعطينا تنبؤات في نفس دقة تنبؤات العلم الطبيعي؟ إذن لا بد من العمل على كشف هذه القوانين بواسطة بحوث في الإنسان على قدر كاف من الحذر والخيال.»
অজানা পৃষ্ঠা