ندقهم [١] من خلفهم وأمامهم ... وعارضهم فوج من الريح قاصف
يخالسنهم أنفاسهم ونفوسهم ... ولم ينج إلا التابعون الروادف [٢]
كأنهم غب العقاب [٣] هشيمة ... من الصيف تذريه الرياح الرفارف
وكان شفاء لو ثوى في عقابها ... نفيل وللآجال آت وصارف
فأجابه نفيل بن حبيب الخثعمي فقال: (البسيط)
ماذا يريك عقابي لو ظفرت به ... يا ابن الوحيد من الآيات والعبر
قلنا المغمس [٤] يوما ثم ليلته ... في عالج كثؤاج [٥] النيب والبقر
حتى رأينا شعاع الشمس تستره ... طير كرجل جراد طار منتشر
يرميننا مقبلات ثم مدبرة ... بحاصب من سواد [٦] الأفق كالمطر
وأشعل [٧] الحبش لا تلوي على أحد ... وعارضتنا زحوف [٨] الريح عن يسر
كبّا لأذقاننا والريح تدبرنا ... لا نتقي [٩] الشر من ريح ولا حجر
فزلّ منا شديد لا طباخ [١٠] به ... ومات أكثر ذاك الجيش بالعسر [١١]
كأنهم نجلات [١٢] الضأن نائمة ... وبالمتون من الحبشان كالدبر
_________
[١] في الأصل: نذقهم- بالذال المعجمة.
[٢] في الأصل: الزعائف- بالزاي والعين والهمزة.
[٣] في الأصل: العتاب- بالتاء.
[٤] انظر الحاشية رقم ١٠ ص ٧٦.
[٥] في الأصل: ثواب- بالباء الموحدة، والثؤاج بضم الثاء المثلثة والجيم في الآخر: صياح الغنم.
[٦] في الأصل: سواء- بالهمزة.
[٧] في الأصل: أشغل- بالغين المعجمة، ومعنى أشعل بالعين المهملة: تفرق.
[٨] في الأصل: رفوف- بالراء والفاء، والزحوف: الجيوش.
[٩] في الأصل: تنقي- بتقديم التاء على النون.
[١٠] الطباخ بفتح الطاء وضمها: القوة والإحكام والسمن، يقال رجل ليس به طباخ أي ليس به قوة.
[١١] في الأصل: بالعشر- بالشين المعجمة، ولعل الصواب: بالعسر- بالسين وهو الشدة والضيق وقلة ذات اليد.
[١٢] في الأصل: نخلات- بالخاء المعجمة، ونجلات بالجيم المعجمة جمع النجل بفتح النون وسكون الجيم وهو الولد أو النسل.
1 / 78