إذا قضيت قضائي من تهامة سرت حتى أغير على أهل نجد، وصادف ذلك قوله طرفة بن العبد [وهو] [١] يومئذ بنجران، فلما رأى تلك العدّة وسمع ما يقول الأشرم إنه يغير على نجد قال أبياتا فبعث بها إلى قتادة بن مسلمة الحنفي، وهي هذه: (الطويل)
ألا أبلغا قتادة الخير آية ... فإن الحذر [٢] لا بد [منه-] [٣] منجّيكا
بنجران ما قضّى الملوك قضاءهم ... فليت غرابا في السماء يناديكا
فرقان آت كعبة الله منهم ... وآخر إن لم تقطع البحر آتيكا [٤]
وقال كلثوم بن عميس [٥] من بني عامر بن عبد مناة بن كنانة وأخذه الأشرم وكبله عنده فقال وهو في الحديد: (الطويل)
ألا ليت إن الله أسمع دعوة ... وأرسل بين الأخشبين [٦] مناديا
أتتكم جموع الأشرم الفيل فيهم ... وسود رجال يركبون السعاليا [٧]
ورجل [٨] جسام [٩] لا يكتّ [١٠] عديدهم ... يهزّون واللات الحراب الصواديا [١١]
أتوكم أتوكم تبشع [١٢] الأرض منهم ... كما سال شؤبوب [١٣] فأبشع واديا
_________
[١] ليست الزيادة في الأصل.
[٢] في الأصل: الحرز، لعل الصواب ما أثبتناه وسكن آخر الحذر لضرورة الشعر (مدير) .
[٣] ليست الزيادة في الأصل (مدير) .
[٤] الأبيات في ديوان طرفة طبعة شنقيطي (١٩٥٩) ص ٥٠ هكذا:
من مبلغ عمرو بن هند رسالة ... فليت غرابا في السماء يناديكا
فريقان منهم كعبة الله زائر ... وآخر إن لم يقطع البحر آتيكا
بنجران ما أمضى الملوك أمورهم ... فلا أسمعن ما أقمت بواديكا (مدير)
[٥] عميس كزبير.
[٦] الأخشبان بفتح الهمزة والشين جبلان بمكة أحدهما أبو قبيس والآخر قعيقعان.
[٧] السعالي بفتح السين واللام جمع السعلاء أو السعلاة وهي الغول.
[٨] الرجل كقتل جمع الراجل.
[٩] في الأصل: حساب، ولعل الصواب ما أثبتناه.
[١٠] لا يكت: لا يحصى.
[١١] الصوادي: العطاش.
[١٢] تبشع الأرض منهم: تضايقت منهم وغصت بهم، وتبشع من باب سمع.
[١٣] في الأصل: ذوآب، وشؤبوب بضم الشين والباء: دفعة من المطر.
1 / 71