وأن يعلم ويعتقد التفضيل والإمامة للحسنين، لما ورد فيهما من الأخبار المتواترة، والآثار المشهورة.
وإذا علم جميع ذلك وجب عليه أن يعرف أولي الأمر من ذريتهما الذين أمر الخلق بطاعتهم، فيعلم أن الأمر، والنهي، والحكمة، والإمامة من بعدهما في ذريتهما دون غيرهم، ولا تجوز إلا فيهم ولا ترد إلا إليهم.
وأن الإمامة من بعدهما لمن سار بسيرتهما واحتذى حذوهما، وكان ورعا تقيا، في أمر الله جاهدا، وفي حطام الدنيا زاهدا، وكان فهما لما يحتاج إليه، عالما بتفسير ما يرد عليه، شجاعا كميا، بذولا سخيا، رؤوفا بالرعية، مواسيا لهم بنفسه غير مستأثر عليهم، ولا حاكم بغير حكم الله فيهم، شاهرا لسيفه، داعيا إلى ربه، رافعا لرايته، مجتهدا في دعوته، مخيفا للظالمين، مؤمنا للمؤمنين، لا يأمن الفاسقين، ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، فمن كان كذلك وكان من ولد السبطين فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته وموالاته، ويعذب الله من خذله، ومن قصر عن ذلك كانت الحجة عليه قائمة، وليس له طاعة ولا متابعة.
وأن يعرف حق أهل البيت عليهم السلام ومودتهم، وأنهم الحجة على الخلق لقوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} [الشورى:23].
فإذا عرف المكلف جميع ما ذكرنا وجب عليه أن يعتقد فضل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يعلم بأن ذلك أكبر فروض الله المفترضة عليه، فيضمر جهاد الظالمين، وينوي مباينة الفاسقين بيده ولسانه وقلبه وبما يقدر عليه من طاقته.
পৃষ্ঠা ১৪