297

মুখতাসার আজাইব আল-দুনিয়া

مختصر عجائب الدنيا

فنزل وقبض على الرجل ، وقال : أجب الأمير.

فقال : سألتك بالله أن تطلقني.

فقال : ما إلى هذا سبيل ، فإنه يراك وهو الذي أرسلني وأمرني بالقبض عليك.

فلما وصل به قال : ما كتب هذا على (1) حائطنا؟

قال : كتبت ما لا أقدر أن أقوله.

فقال : قل ولا بأس عليك.

فقال : كتبت :

يا قصر فيك الشؤم واللؤم

/ متى تعيش في أركانك البوم

فقال : ويحك ما حملك على ما كتبت؟

فقال : يا أمير [المؤمنين] ، لم يخف عن علمك ما حواه قصرك من المال والخير والنعمة إلى غير ذلك ، وقد مررت به وأنا جائع ، فوقفت بإزائه ، وفكرت في نفسي وقلت : إذا كنت أنا جائع وهذا القصر عامر فلا فائدة لي في عمارته فلو كان خراب لما عدمت أن ألقى به رخامة أو مسمار أو غير ذلك فأبيعه وأسد به مجاعتي ، أو ما سمعت يا أمير [المؤمنين] مقال من قال هذه الأبيات :

إذا لم يكن للمرء في دولة امرء

نصيب ولا حظ دعا بزوالها

فقال المأمون : لئن أسأت في الذنب ، لقد أحسنت في العذر.

ثم رسم له ألف دينار وقال : هي لك علينا في كل عام ما دام قصرنا عامر بنا.

فصار كل عام يقبض ذلك القدر منذ حياة المأمون فكان كثيرا ما يقول : لو يعلم الناس محبتي في العفو ما تقربوا إلي إلا بالذنوب.

** ومما ورد أيضا :

أن الأمير عبد الله المأمون وقف له أعرابي ، فقال : أطال الله بقاء أمير المؤمنين ، أنا رجل من العرب.

পৃষ্ঠা ৩০৬