মুখতারাত মিন কিসাস কাসিরা
مختارات من القصص القصيرة
জনগুলি
لكن نيكولاس استطرد قائلا: «أنا آسف على أمك.» ثم تابع حديثه: «أخشى أن السيدة المسكينة ستصبح مشردة في شيخوختها. فسوف تباع الطاحونة القديمة المرهونة في يوم عرسك يا يان. وأنا آسف على والدك يا يان. فقد أغفلت واحدا من دائنيه يا يان. يؤسفني ما سيلقاه من مصير يا يان. فلطالما خشي السجن. وآسف حتى عليك أنت أيضا، يا صديقي الشاب. سوف تضطر إلى بدء حياتك من الصفر مجددا. فالعمدة ألارت رهن إشارتي. وكل ما علي فعله هو التصريح برغبتي في شراء السفينة وسوف تصبح لي. أتمنى لك السعادة مع عروسك، يا صديقي الشاب. لا بد أنك تحبها حبا جما؛ فسوف تدفع ثمنا غاليا مقابل الزواج منها.»
كانت الابتسامة العريضة التي علت وجه نيكولاس سنايدرز هي ما أثارت جنون يان. فأخذ يبحث عن شيء يلقيه مباشرة تجاه ذلك الفم الكريه ليخرسه، وبالصدفة وقعت يده على قنينة البائع الفضية. في اللحظة نفسها كانت يد نيكولاس سنايدرز تقبض عليها أيضا. وتبددت البسمة العريضة من فوق وجهه.
صاح نيكولاس سنايدرز آمرا: «اجلس.» ثم تابع قائلا: «دعنا نواصل حديثنا.» وكان ثمة شيء في نبرة صوته حملت يان الشاب على إطاعته. «ربما تتساءل، يا يان، لم أنشد الغضب والكراهية دوما. أحيانا ما أسأل نفسي السؤال نفسه. لم لا ترد بذهني أفكار حسنة أبدا، مثلما ترد إلى غيري من الرجال؟! اسمع، يا يان، أشعر أنني في مزاج طائش. ما سأقوله مستحيل الحدوث، وإذا ظننته ممكنا فذلك مجرد نزوة من نزواتي. بع لي روحك يا يان، بع لي روحك، كي أتمكن بدوري من تذوق الحب والسعادة اللذين أسمع عنهما. بعها لي لبعض الوقت يا يان، لبعض الوقت ليس إلا، وسوف أمنحك كل ما تشتهيه في المقابل.»
وعلى الفور أمسك الرجل العجوز بقلمه وشرع يكتب. «انظر يا يان، ها هي السفينة قد صارت ملكك، بدون مشاكل؛ والطاحونة صارت خالصة من الديون، ويستطيع أبوك أن يرفع رأسه عاليا من جديد. كل ما أطلبه، يا يان، هو أن تحتسي كأسا معي راغبا في أن تنتقل روحك من جسدك كي تصبح روح نيكولاس سنايدرز العجوز؛ لبعض الوقت، يا يان، لبعض الوقت ليس إلا.»
وبيدين محمومتين نزع الرجل سدادة القنينة التي أعطاها له البائع المتجول، وصب القليل من محتواها في كأسين متماثلتين. رغب يان في الضحك، لكن تلهف الرجل كاد يبلغ حالة من الهياج. لا شك أنه كان مجنونا، لكن ذلك لا يجعل الورقة التي وقعها غير ملزمة. الرجل الحق لا يمزح عندما يتعلق الأمر بروحه، لكن وجه كريستينا كان يتراءى ليان مضيئا وسط العتمة.
همس نيكولاس سنايدرز: «ستعني ما ستقول، أليس كذلك؟»
أجاب يان، بينما يعيد كأسه فارغة إلى الطاولة: «فلتنتقل روحي من جسدي ولتحل بجسد نيكولاس سنايدرز!» وللحظة من الزمن وقف الرجلان ينظر كل منهما في عيني الآخر.
عندئذ ارتجف ضوء الشمعتين الطويلتين على المكتب المكتظ، ثم انطفأتا، وكأن أحدا قد أطفأهما، الواحدة تلو الأخرى، بنفحة هواء من فمه.
تردد صوت يان في الظلام قائلا: «علي أن أعود إلى منزلي.» ثم استطرد قائلا: «لم أطفأت الشمعتين؟»
أجابه نيكولاس: «يمكننا إشعالهما مجددا من نيران المدفأة.» ولم يضف أنه كان ينوي طرح السؤال نفسه على يان. دفع نيكولاس الشمعتين، الواحدة تلو الأخرى، نحو الحطب المستعر في المدفأة، وسرعان ما زحفت الظلال عائدة إلى أركان الغرفة.
অজানা পৃষ্ঠা