جمال الدين أيدغدي العزيزي ، والأمير سيف الدين قلاون الألفي . وفي هذه الغاره ، أخذت القليعات بالأمان ، وأسروا من كان فيها وهم ما ينيف عن ألف نفر . ولما وصلوا إلى جسر يعقوب شرقي صفد ، رسم السلطان بأن يركبوا على الجمال ، ويكون العبور بهم على صفد لينظرهم أهلها . وأرسلت الجمال من المناخات السلطانية وغيرها ، فحملوا عليها . ولما شاهدهم الفرنج ، ضفت قلوبهم ، وملئوا رعبة مع ما نالهم من الرعب بما شاهدوه من هول العساكر وغاراتها .
السلطان بالتوجه إلى طرابلس . فتوجهوا إلى نحوها ، وغاروا على ما حولها ، ونزلوا على حصن يعرف بنيت من عمل حصن الأكراد ، فأخذوه . وفي يوم واحد كان بقلعة حلبا جماعة ، فأخلوها وهربوا ، ودخلها العسكر وأخربوها . وكذلك أهل قلعة عرقا ، وهي تشبه قلعة حمص ، ومتحصلها في السنة عشرون ألف دينار . وفي ذلك الوقت ، سير صاحب صافيتا جاسوسا ، فأمسك وشنق لوقته .
أوغان الركني ، بجماعة من العسكر إلى صور للإغارة عليها ، فدخلوا الجبال في الليل ، وأغاروا عليها ، وأسروا كمندور صاحب سيس ، وأخذوا وزير صور وجماعة من الفرنج . وبث السلطان العساكر إلى أقاصي البلاد الفرنجية وأدانيها ، ولم يبق فيها ناحية إلا وقع رعب الغارات فيها .
পৃষ্ঠা ৩১