درهم نقرة الأدب ، فرسم السلطان بالتسعير ، طالبا الرفق . واشتد الحال ، وعدم الخبز . فأمر بالنداء باجتماع الفقراء تحت القلعة ، وقعد في دار العدل ، وأبطل تسعير الغلة ، وكتب إلى الأهراء ببيع خمسمائة أردب كل يوم بما يقدره الله تعالى من ويبتين فما دونها على الضعفاء والأرامل ، وأمر بإحصاء من بالقاهرة ومصر وحواضرهما من الفقراء ، وأخذ لنفسه منهم الوفاء . وأعطى الولده ، الملك السعيد كذلك . وأعطى كل أمير جماعة نظير عدته ، وعلى الأجناد ، والأكابر ، والتجار ، والشهود . وعزل التركان ناحية ، والأكراد والبلديين كذلك . ورسم أن كل من يحصه فقير يعطيه مؤنته مدة ثلاثة شهور ، وفي اليوم الذي جمعهم فيه ليوزعهم ، أمر لكل منهم بنصف درهم قوت يومه ذلك . قال بعض المؤرخين : ولقد وصل الأردب القمح في الغلاء الكائن في سنة تسع وتسعين وخمسمائة ، في الأيام العادلية بولاية عهد الملك الكامل ، إلى ثمانين درهما نقرة الأردب . وأكل الناس بعضهم بعضا . وما دبر أحد هذا التدبير ، ولقد عم الغلاء الكائن في زمان المستنصر العلوي ، أحد الخلفاء بمصر ، حتى أن الوزير ركب إلى دار الوزارة ، فأخذت البغلة التي له ، وأكلت للوقت . وشنق أكلوها ، فأكل المشنوقون على الخشب . وكان هذا الملك الظاهر جامعا بين المصالح ، صارف همته إلى كل عمل صالح .
পৃষ্ঠা ২৭