أحمال الكوسات والسناجق وعزم على الشام لتوصيل الخليفة والملوك المذكورين إلى بلادهم . وحضر الخليفة إلى السلطان ليلا وألبسه الفتوة بحضور جماعة يعتبر حضورهم . ورحلا متوجهين إلى الشام ، وودعهما السلطان من دمشق . وجود جماعة من العسكر صحبة الأمير سيف الدين بلبان الرشيدي ، والأمير شمس الدين سنقر الرومي ، وأوصاهما بالتوجه إلى جهة البلاد الحلبية والفرات ، وأنه متى ورد إليهما كتاب الخليفة يستدعيهما إلى العراق ، يتوجها إليه هما أو من يطلبه منهما . فلما توجها ؛ أما أولاد صاحب الموصل ، فانفصلوا منه ، وتوجه كل منهم إلى مملكته . توجه الملك الصالح وولده علاء الدين إلى الموصل ، فحضر التتار إليها وحاصروها تسعة أشهر وأخذوها وقتلوا المذكور وولده ، وعلقوهما على بابها . وأما أخواه المجاهد والمظفر ، فإنهما رجعا إلى الشام . وأما الخليفة ، فإنه توجه نحو العراق . ولما قرب بغداد صادفه التتار ، فقتلوه .
المناشير ، ووصل الأرزاق ، ونصب دار العدل بمدينة دمشق ، وأحضر أمراء العربان ، وسلم إليهم خفر البلاد وحفظها إلى حدود العراق . وفوض نيابة السلطنة بدمشق إلى الأمير علاء الدين طيبرس الوزيري الحاج . وكتب منشور الإمرة على جميع العربان للأمير شرف الدين عيسي بن مهنا .
سفر الخليفة ، فهما بصاحب حماه ، وصاحب حمص . وتقدم إليهم بالإغارة على بلاد أنطاكية ، وكان البرنس صاحبها متخوفا من ذلك . فأغارت العساكر عليها ، وأخذت ميناءها ، وأحرقت المراكب التي فيها ، وحاصرت السويدية وأخذتها وقتلت وأسرت وغنمت ونهبت .
পৃষ্ঠা ১৯