أخي بن عبد الدار، ويقال: إنه لم ينزل في مشركي قريش ما نزل فيه، وكان شديد الرد على الله ورسوله، وقد كان ورد الحيرة ووجد بها أحاديث عن رستم، واسفندياد، والفرس، فاشتراها وقدم بها مكة، فكان النبي _صلى الله عليه وسلم_، إذ قام من مقعده خلفه فيه النضر يحدثهم بتلك الأحاديث، ويقول: حديث محمد عن عاد، وثمود، والأمم، وأنا أحدث أحسن من هذا، فأنزل الله في سورة لقمان: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم، ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم} (¬1) ، وفي الحج أيضا: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفة} (¬2) أي صاد بوجهه {ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق} (¬3) الخزي في الدنيا أنه قتل ببدر، وفي الجاثية فيه: {ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين من ورائهم جهنم} (¬4) ، نزل هذا كله فيه وهو حي سليم (¬5) ،
¬__________
(¬1) - سورة لقمان، آية رقم 6، 7، وفي المطبوعة ذكر أنها آية رقم 7 فقط، وهذا خطأ.
(¬2) - سورة الحج آية رقم 8، 9 وتكملة الآية {ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق}.
(¬3) - سورة الحج آية رقم 9.
(¬4) - سورة الجاثية من الآيات: 7 إلى 10، وتكملة الآية العاشرة {ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم}.
(¬5) - وأيضا نزل فيه قوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين}. سورة الأنفال الآيات: 21، 32.
قال ذلك الإمام ابن كثير في التفسير 2: 304 والإمام القرطبي 7: 397 وصاحب الدر المنثور 3: 181 وصاحب سيرة ابن هشام 1: 320 وصاحب أسباب النزول 135.
পৃষ্ঠা ৭৯