... قوله عز وجل: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين} (¬1) فكان الأمر في ذلك كما قال، وكان نزول ذلك في قصة مشهورة؛ وذلك أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ رأى بالمدينة رؤيا دلته (¬2) على أمور يوقعها الله له، منها: أنه سيدخل المسجد الحرام، وسيحلق رأسه ببطن مكة، ومكة يومئذ دار شرك، فوعد رسول الله أصحابه بدخول المسجد الحرام، وخرج معتمرا طامعا في الوصول إلى البيت من عامه ذلك للرؤيا التي رآها، وخرج معه جماعة من المسلمين، فلما قربوا من مكة صدهم المشركون عند دخولها، فأعلمهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أنه لم يأت لحرب وأنه إنما أتى معظما لهذا البيت، فقالوا : لا تدخلها على هذا الحال، أي على غرة وغفلة أبدا، ودعوه إلى الهدنة (¬3) ،
¬__________
(¬1) - سورة الفتح، آية رقم 27.
(¬2) - روى الطبراني قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله تعالى: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} قال: قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد رأيت أنكم ستدخلون المسجد الحرام محلقين رؤوسكم ومقصرين فلما نزل الحديبية ولم يدخل ذلك العام طعن المنافقون في ذلك فقالوا: أين رؤياه...؟ فقال الله {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق}.
(¬3) - راجع ما كتبه ابن جرير الطبري عن صلح الحديبية في تفسيره عند قوله تعالى: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا أن يبلغ محله} (سورة الفتح: 25) الجزء 26/95 106، وما قاله ابن كثير في تفسيره 4/193 200..
পৃষ্ঠা ৭২