তিমবুকটুর বই পালিয়েদের: ঐতিহাসিক শহরে পৌঁছানোর সাধনা ও প্রতিযোগিতা
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
জনগুলি
في العام التالي، عاد بارت إلى برلين، بعد أن ضاق ذرعا بإنجلترا، آملا أن يجد التقدير الذي كانت بريطانيا قد عجزت عن تقديمه له. وبدلا من ذلك اصطدم بصورة طبق الأصل من المشكلة التي كان قد واجهها في لندن؛ إذ استهزأ به البروسيون لعمله لصالح البلد الذي كان في ذلك الوقت يمنع توحيد ألمانيا. ومن جهة أخرى، كان دليله على عمق واتساع نطاق الثقافة والتاريخ في وسط وغرب السودان وموقفه الإيجابي تجاه الإسلام لم يكونا ما أرادت النخبة المثقفة في ألمانيا أن تسمعه في ذلك الوقت. وفي عام 1859، رفض ترشيحه للعضوية الكاملة في الأكاديمية الملكية للعلوم، والتي تعد أحد أعلى درجات التكريم في الأوساط الأكاديمية الأوروبية. كان قد عارضه المؤرخ ليوبولد فون رانكه، الذي حاجج بأنه بينما كان بارت بلا شك مغامرا جريئا، فإنه لم يكن باحثا جادا.
تابع بارت أسفاره، فسافر إلى إسبانيا، وإلى البلقان، وإلى جبال الألب. وفي عام 1865، عاد من إحدى رحلاته ليعرف أن البكاي كان قد لقي حتفه في معركة، وهو يقاتل دفاعا عن تمبكتو. وفي وقت لاحق من ذلك العام، في الثالث والعشرين من نوفمبر، أصيب المستكشف بألم شنيع في بطنه؛ إذ كانت معدته قد انفجرت، على الأرجح نتيجة لاعتلال معوي كان قد أصابه في أسفاره. عاش يومين آخرين وهو يعاني ألما مبرحا قبل أن يموت في الخامس والعشرين من نوفمبر. وكان حينها في الرابعة والأربعين من عمره.
بعد ذلك بقرن تقريبا، في عام 1958، أسندت «الدورية الجغرافية» التابعة للجمعية الجغرافية الملكية لمحاضر شاب من جامعة ليفربول، هو رالف مانسيل بروثيرو، مهمة كتابة تقييم لإسهامات بارت في الاستكشاف الأفريقي. وصف بروثيرو، الذي أصبح لاحقا أستاذ جغرافيا بارزا، كتاب بارت «رحلات واكتشافات» بأنه «من دون شك أعظم إسهام للمعرفة فيما يتعلق بغرب السودان» وعلق بأنه كان من الغريب أنه فيما بعد كان قد تعرض للتجاهل. أذهلت حقيقة واحدة على وجه الخصوص بروثيرو؛ إذ كان قد فتش في فهرس الجمعية الجغرافية الملكية عن كل الدراسات المنشورة في بريطانيا التي كانت قد تناولت عمل بارت. وكان من دواعي دهشته أنه لم يجد إلا دراسة واحدة!
الفصل الثالث عشر
الثنائي الرهيب
سبتمبر 2012-يناير 2013
لم يكن لحيدرة مكتب بعد في باماكو - قال: «أردنا أن نكون مخفيين، ولم نرغب في أن يعرف الناس ما كنا نفعله. لو كنا قد حصلنا على مكتب، لكان الأمر سيصبح رسميا» - لكن ستيفاني دياكيتي فعلت، وفي منطقة أفضل بكثير من المدينة من تلك التي كان يوجد بها مكتب معيجا الذي كان موبوءا بالجرذان. كان إيه سي آي 2000 حيا حديث العهد على الضفة الشمالية للنهر، وكان منزل دياكيتي عبارة عن مبنى حديث في داخله، ويكاد يكون جميلا في مدينة من المباني القبيحة والأحياء الفقيرة المبنية بقوالب أسمنتية. كان المنزل مقاما حول ساحة صغيرة، كانت مزروعة بالأشجار والزهور التي ناضلت للبقاء على الحياة على يد بستاني أخرق، وتألف من عدد قليل من غرف النوم، وغرفة استقبال بها سجادة غير مألوفة الشكل، ومطبخ، ومكتب كبير. كان المكتب مجهزا بأسرع اتصال بالإنترنت استطاعت دياكيتي أن تشتريه وبحفنة من الهواتف، لتضاف إلى الهواتف التي احتفظ بها حيدرة في أرديته الضخمة. أحد حوائط هذه الغرفة كانت ستشغله على نحو متزايد جداول زمنية وجداول إلكترونية ابتكرتها دياكيتي لتنظيم عملية الإجلاء.
كان حيدرة ودياكيتي يشكلان الآن فريقا، وكذلك كانت منظمتاهما؛ ففي الشهور المقبلة كانا سيصفان نفسيهما بأنهما «ائتلاف»، يتكون من منظمة حيدرة غير الحكومية «سافاما» ومنظمة دياكيتي التنموية «دي إنترناشيونال». كانا يلتقيان طوال أيام الأسبوع ويعملان من الصباح وحتى العاشرة أو الحادية عشرة مساء، بحسب أحد المصادر. كان من شأن حيدرة أن يجلس على مقعد مريح على طاولة القهوة، عادة مع كوب شاي ليبتون، بينما تجلس دياكيتي على المكتب تعمل على جداول بيانات إكسيل. كانت تفضل أن تبدأ في الصباح الباكر، بينما كان حيدرة يعيش وفق التوقيت الصحراوي؛ فكان لا يصل إلى المكتب إلا حوالي التاسعة أو العاشرة صباحا ويفكر على أفضل نحو في الليل. وفي وقت الظهر كانا يتناولان الطعام؛ وكانت دياكيتي مولعة بمطبخها؛ فكانت تتأكد من أنهما يتناولان طعاما جيدا - الكسكسي والبرغل - على الأقل مرتين في اليوم، وهو ما كان حيدرة يلتهمه بكمية كبيرة. وإذا جاء إلى المنزل ولم يقدم له شيء، كان يسأل: «أين الطعام؟»
في الأوقات بين ذلك، كان «الثنائي الرهيب» يعمل على خطة إجلاء المكتبات الخاصة. كم من الناس يحتاجان؟ كم عدد شرائح الهاتف المطلوبة؟ كم سيتكلف كل هذا؟ ماذا إن توقفت خدمات الناقلين؟ كان الأمر يستغرق أربعة أيام في المتوسط لوصول الشحنات من تمبكتو إلى باماكو. كان كل ناقل ينبغي أن يكون مسئولا عما لا يزيد عن ثلاث خزائن في الرحلة - وهي كمية لن تكون شديدة الوطأة إن فقدت، ويمكن حملها على عربة يد واحدة. كان عدد الخزائن مقسوما على ثلاثة هو عدد مرات النقل اللازمة؛ وذلك العدد مقسوما على عدد الرحلات التي يمكن لكل ناقل القيام بها هو عدد الناقلين اللازمين.
قال حيدرة: «كان يوجد الكثير من التفاصيل، والكثير من التنظيم.»
অজানা পৃষ্ঠা