তিমবুকটুর বই পালিয়েদের: ঐতিহাসিক শহরে পৌঁছানোর সাধনা ও প্রতিযোগিতা
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
জনগুলি
وصل المستكشف إلى لندن في السادس من سبتمبر من عام 1855، بصحبة عبدين كان أوفرويج قد اشتراهما وأعتقهما، هما دوروجو وأبيجا، اللذان كان بارت قد وعد برعايتهما. أذهلتهما إنجلترا، البلد الذي كان به منازل ضخمة، ولكن دون أن يكون على أرضها حبة رمل واحدة. استقبل البروسي، الذي كان غائبا قرابة خمس سنوات ونصف وسافر أكثر من عشرة آلاف ميل، مسجلا كل قرية، وقبيلة، وتضاريس جغرافية في طريقه، ب «حفاوة بالغة» من بامرستن، الذي كان في ذلك الوقت رئيس الوزراء، واللورد كلاريندون، الذي كان عندئذ وزير الخارجية. هنأه كلاريندون على «ثباته ومثابرته وحسن تقديره للأمور» أثناء الحملة الاستكشافية.
لم تورد صحيفة «ذا تايمز» اللندنية، التي كانت قد أوردت تقريرا كاذبا عن وفاة بارت، أي إشارة إلى عودته سالما. في العقود التالية، ستكيل هذه الصحيفة وصحف أخرى المديح لمستكشفين تالين لأفريقيا، من أمثال ليفينجستون، وبرتون، وجون هاننج سبيك، وجيمس جرانت، وصامويل بيكر. غير أنه لم يكن لدى بارت أي اهتمام بذلك. وكان هذا يمثل إشارة منذرة بسوء إلى الطريقة التي سيعامله بها الرأي العام.
في الأول من أكتوبر غادر إنجلترا ليرى عائلته في هامبورج، وفي صحبته دوروجو وأبيجا. •••
بينما كان بارت في ألمانيا، ظهرت في أوروبا مقتطفات من نص مهم ثان كتبه عالم تمبكتي. كانت هذه المقتطفات مأخوذة من معجم تراجم أحمد بابا الخاص بفقهاء المذهب المالكي السني، «كفاية المحتاج»، وهو نفس العمل الذي كان تضمينه الجزئي في كتاب «تاريخ السودان» قد زاد من الارتباك حول مؤلف الكتاب التاريخي. كان بارت قد قرأ هذا النص، ولكن في عجلته لتسجيل البيانات التاريخية، لم يكن قد نسخه. في ذلك الوقت، كانت نسختان من هذا المعجم قد أرسلتا إلى المستشرق الفرنسي البارز أوجست شربونو، الذي نشر أجزاء مترجمة منه في «حولية الجمعية الأثرية بقسنطينة»، إلى جانب مقالة تمهيدية عن الأدب العربي في السودان.
تحمس شربونو لمعجم تراجم أحمد بابا كما كان بارت بشأن كتاب تأريخ السعدي؛ كتب شربونو يقول إنه «كشف فريد وغير متوقع عن حركة أدبية في قلب أفريقيا، في تمبكتو!» والذي فتح «آفاقا جديدة» لم يكن الأوروبيون قد توقعوا وجودها قط. احتوى الكتاب على تراجم قصيرة عديدة لفقهاء المذهب المالكي البارزين، الذين ولدوا في تمبكتو أو جاءوا إليها لتعليم الناس . كشف الكتاب عن وجود نظام تعليمي في تمبكتو كان يضارع النظم التعليمية في المدن الإسلامية العظيمة مثل قرطبة وتونس والقاهرة، وكان يضم مدارس يديرها رجال مثقفون ويحضرها عدد كبير من الطلاب. أظهر الكتاب أنه كان يوجد في المدينة مكتبات مهمة كانت تحتوي على مئات الكتب وأوضح كم كان أمراء البلد يدعمون بشغف الفقهاء. وكتب شربونو أن كتاب أحمد بابا أظهر بجلاء مشاركة الأعراق السوداء في الحياة الفكرية، وكشف عن العدد الكبير للغاية للصلات التي كانت موجودة بين غرب السودان والعالم العربي.
بعدما قرأ الأوروبيون المقتطفات المأخوذة من معجم تراجم أحمد بابا جنبا إلى جنب مع تلك المأخوذة من كتاب تأريخ السعدي، صارت لديهم صورة واضحة عن الحياة العملية لصفوة علماء تمبكتو.
بحلول منتصف القرن الرابع عشر، كانت المدينة مركزا تجاريا حيويا وشيئا فشيئا ازداد عدد العلماء الذين كانوا يأتون للاستقرار هناك. وفي أوجها، كان يوجد ما يقدر بمائتين إلى ثلاثمائة عالم في قمة المجتمع، ينتمون إلى العائلات التي تتصدر المشهد في المدينة. كان أكثر المواطنين نفوذا في الصفوة هم «القضاة»، الذين كانوا يقيمون العدل استنادا إلى معرفتهم بالشريعة الإسلامية. وبعدهم كان يأتي كل صنوف علماء الدين الآخرين، وفي ذلك الأئمة، والفقهاء، والمرشدون، الذين كانوا يأتون غالبا من طبقة التجار الثرية، إلى جانب معلمي المدارس، وعمال المساجد، والكتبة، بالإضافة إلى عدد كبير ممن كان يطلق عليهم «الألفة»، وهم رجال دين من عائلات دنيا كانوا يكسبون رزقهم من تعليمهم الإسلامي. كان حي سانكوري هو مركز النشاط العلمي في المدينة، وكان هذا هو المكان الذي استقر فيه الأحفاد ذوو النفوذ من نسل محمد آقيت، الجد الأكبر لأحمد بابا. كان علماء تمبكتو على اتصال منتظم بشمال أفريقيا ومصر، وبعضهم سافر إلى هناك، بينما قدم آخرون إلى الجنوب للدراسة في تمبكتو. لذلك كانوا على دراية بطيف واسع من العلوم الدنيوية، وفي ذلك الرياضيات، والفلك، والتاريخ، على الرغم من أن كل تلك المعارف كانت تدرس في سياق إسلامي.
لم يكن علماء تمبكتو البارزون مجرد قادة ومعلمين دينيين؛ إذ كان يعتقد أيضا أنهم يمتلكون نعمة إلهية، أو ما يطلق عليه «البركة»، التي مكنتهم من إتيان أفعال من شأنها أن تكون مستحيلة على البشر العاديين. أحد أقدم رجال الدين الذين ذكرهم أحمد بابا كان يعرف ببساطة باسم الحاج؛ وكان قد أتى إلى تمبكتو من ولاته وشغل منصب «القاضي» في أوائل القرن الخامس عشر، أثناء الأيام الأخيرة للحكم المالي. في أحد الأيام، كانت مجموعة من الناس جالسة لتناول الطعام عندما سمعوا أن جيشا من مملكة موسي المجاورة كان يقترب من تمبكتو. تمتم الحاج بشيء ما في الطبق الذي كانوا يتشاركون في تناول الطعام منه وأمرهم بأن يأكلوا، ثم قال لهم: «اذهبوا إلى القتال. ولن يضركم من سهامهم شيء.» دحر جيش موسي، وعاد الرجال كلهم عدا واحد؛ هو زوج ابنة الحاج الذي لم يكن قد أكل؛ لأن تناوله الطعام مع والد زوجته من شأنه أن يكون علامة على عدم الاحترام.
في منتصف القرن الخامس عشر عندما كان زعيم الطوارق عقيل يحكم المدينة، بلغ تدفق العلماء المسلمين إلى تمبكتو مستويات لم يسبق لها مثيل. استمر عقيل وشعبه في اتباع أسلوب حياتهم شبه البدوي خارج المدينة، تاركين المدينة في رعاية حاكم عمل على تعزيز أنشطتها العلمية. كان أحد الرجال البارزين الذين وصلوا في هذا الوقت هو موديبو محمد الكابري (مودب محمد الكابري). بحسب ما كتب أحمد بابا، إن الكابري «بلغ ذروة العلم والصلاح»، وكان يوجه عددا كبيرا من التلاميذ، وكان أيضا مصدر الكثير من المعجزات. في إحدى المناسبات، بدأ عالم مغربي مؤثر يقدح فيه، قائلا، متلاعبا بالألفاظ، إنه لم يكن الكابري بقدر ما كان «الكافري» أي الكافر. يحكي أحمد بابا أن الله سلط على هذا الرجل الجذام عقابا له على ذلك. وجلب له الأطباء من كل جهة ومكان لعلاجه، وأوصى أحدهم بأن العلاج الوحيد أن يأكل قلب صبي صغير. ذبح صبية كثيرون، لكن الرجل مات «في أسوأ حال» بسبب إهانته للقاضي العظيم.
قيل حتى إن الكابري كان قادرا على السير على الماء . في سنة من السنوات، في يوم عيد تاباسكي (عيد الأضحى كما يصطلح على تسميته باللغة المحلية)، احتاج إلى عبور النهر لأخذ كبش أضحية، لذا سار ببساطة عابرا فوق سطحه. قرر أحد تلاميذه أن يتبعه، لكنه غرق، وعندما بلغ الشيخ الضفة الأخرى ورأى تلميذه يصارع الغرق في النهر، ذهب لينقذه. وصاح فيه: «ما حملك على ما فعلت؟» «لما رأيتك فعلت، فعلت مثلك.»
অজানা পৃষ্ঠা