তিমবুকটুর বই পালিয়েদের: ঐতিহাসিক শহরে পৌঁছানোর সাধনা ও প্রতিযোগিতা
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
জনগুলি
نقلت المخطوطات جنوبا تحت أكوام من منتجات تمبكتو، علاوة على صناديق كوكاكولا وفانتا والبضائع المستوردة الأخرى التي كانت تشحن من الجزائر وموريتانيا. قال حيدرة: «في بعض الأحيان كانت الشاحنات تحمل خزانتين، وأحيانا أربعا.» ثم أردف: «أحيانا كانت توجد شاحنتان وفي كل شاحنة كانت توجد خمس خزائن، أو ثلاث شاحنات وبها ثلاث خزائن. كانت تلك هي الطريقة التي تابعنا بها العمل.» في بعض الأحيان كان أحد الأشخاص التابعين لحيدرة يرافق الشحنات، ولكن في أوقات أخرى كانت تنقل بمفردها، «في حماية الله»، على حد قول القاضي.
عندما كانت المخطوطات تصل إلى بوست دي نيامانا، نقطة التفتيش الجمركية الضخمة عند طرف باماكو، كان السائق أو الناقل يتصل ليخبر رجال المكتبات بأنه قد وصل، وكان معيجا أو حيدرة يذهب لملاقاته، وأيضا، إن دعت الحاجة، لتسهيل مروره وإنهاء الإجراءات الروتينية. تذكر حيدرة: «كنت آخذ سيارتي لألتقي به هناك عند مدخل باماكو.» ثم أردف: «عادة ما كان يوجد تأخير هناك وكنت أدفع الكثير من المال. وكانت هذه مشكلة كبيرة.» بعد ذلك كانت الخزائن تؤخذ إلى مكتب معهد أحمد بابا في كالابان كورا. أحيانا كان معيجا يأخذها بنفسه في سيارته، ولكن إن كان آتيا عدد كبير منها، كان يستأجر واحدة من حافلات سوتراما الأجرة الصغيرة المطلية باللون الأخضر التي تنقل الركاب في جميع أنحاء باماكو.
مع تقدم العملية، بدأ التوتر ينال من القاضي. أصبح يرتاب في الأطفال الذين كانوا يلعبون حول منزله. ماذا لو أخبروا أحدا بتحركاته؟ بدأ يغادر قبل الفجر، قبل أن يخرج الأطفال، وينتظر في منزل التاجر في بيلافاراندي حتى الساعة الثانية بعد الظهر قبل أن يبدأ العمل. كان قلقا أيضا من أن أبا بكرين كان يقطن في منزل قريب جدا من السوق؛ وكان الطريق المار أمام منزله مزدحما دوما بالحركة المرورية والناس والدوريات. كان من المستحيل إخفاء الخزائن عند نقلها إلى منزل التاجر، وكان الناس يحدقون فيها. إن سئل، كان القاضي يخبرهم أنها كانت فحسب تحتوي على سلع سوقية، لكنه خشي من أن القصة الملفقة تفقد مصداقيتها. ماذا إن طلب منه أحد ما أن يفتح خزانة؟ فكر في نفسه: «ربما كانوا يعرفون أننا نخطط لشيء ما.» ثم أضاف: «ربما كان من شأنهم أن يتفقدوا منزل أبي بكرين، وعندئذ ستكون ثمة مشكلة كبيرة.»
قال لمعيجا إنه يعتقد أن الناس بدءوا يرتابون في الأمر. ارتأى المدير أن وجهة نظره مقبولة. تذكر قائلا: «رأى الناس عددا كبيرا جدا من مرات الذهاب والإياب، وتساءلوا عما يحدث.» لذا عندما كانوا قد وضعوا عشر خزائن ممتلئة في منزل التاجر، قال له معيجا إنه قد فعل ما يكفي. سافر القاضي عائدا في منتصف شهر أغسطس، ووصل إلى باماكو في الثالث والعشرين من الشهر، بعد خمسة عشر يوما من مغادرته.
في الرحلة الأولى كان العملاء الثلاثة قد نقلوا نحو ألف مخطوطة. وبعد عمل شاق مدة أسبوع، بمعاونة حاسيني، وأبا، وأبي بكرين، كان القاضي قد نقل حينئذ حوالي ثمانية آلاف مخطوطة أخرى. تقريبا كان ثلثا المجموعة التي كانت مخزنة في المبنى القديم لا يزالان باقيين.
بعد فترة وجيزة من عودة القاضي للاستقرار في باماكو، اتصل به معيجا مجددا. قال له: «الآن عليك أن تذهب لتحضرها كلها.» •••
ذهب حيدرة إلى المكتب لمقابلة معيجا قبل عملية الإجلاء الثالثة. أراد أن يتحدث إلى القاضي، ليطمئنه إلى أن ما كان يفعله الصواب. تذكر القاضي: «قال لي إنني لا ينبغي أن أخاف، وقال إنها كانت مهمة من شأنها أن تكون مفيدة لنا على المدى الطويل، ولكن كان يتعين القيام بها كما لو أنها ليست بالأمر المهم.» ثم أردف: «شجعني وهدأ من روعي.»
كان ارتياب القاضي كبيرا لدرجة أنه لم يخبر أبا بكرين بأمر رحلته الأخيرة. كان يعمل ليلا فقط، مع أبا وحاسيني، وأسرع من ذي قبل. قرر أن أشولة عشرة كيلوجرامات كانت صغيرة للغاية؛ لذا أحضر نحو عشرين شوالا من أشولة مائة كيلوجرام. عبئوا هذه الأشولة بكميات كبيرة، وأغلقوها بأن خاطوها بعد أن كانت قد امتلأت. لم يحاولوا حتى أن يحصوا المخطوطات الآن؛ كانوا في عجلة كبيرة من أمرهم، حتى إن كل ما استطاعوا فعله هو أن حاولوا ألا يجعلوا الصفحات المنفصلة تختلط بعضها ببعض. كانوا يعملون طويلا حتى الليل، إلى أن يصيبهم الإرهاق، ثم كانوا ينقلون الأشولة على عربة اليد والعربة التي يجرها الحمار مباشرة إلى المنزل في بيلافاراندي. وهناك كانوا يغلقون الباب، ويخرجون المخطوطات من الأشولة، ويعودون بالأشولة الفارغة إلى المستودع. في الصباح، كان القاضي يعمل بمفرده في وضع الوثائق في الخزائن. عندما كان أحد الصناديق الفولاذية يمتلئ، كان ينقله إلى غرفة أخرى في المنزل؛ وكان التاجر يأخذه من هناك ويضعه في الشاحنات. في منتصف النهار كان القاضي يذهب إلى البيت ليخلد إلى الراحة، ثم يتوجه عائدا إلى المعهد بعد حلول الظلام ليبدأ وردية جديدة.
بعد عشرة أيام شاقة، صارت غرفة المحفوظات في المعهد فارغة، وشعر القاضي بأن جبلا من المتاعب قد انزاح من فوق كاهليه. وبينما كان يغادر المبنى للمرة الأخيرة، التقى مصادفة بسديدي، زميله الذي كان قد رافقه في الرحلة الأولى. فوجئ صديقه عندما رآه قد عاد، دون أن يخبره، إلى تمبكتو. سأله: «ماذا تفعل هنا؟ لقد ظننت أنك في باماكو!»
حتى في هذه اللحظة، وهو يتحدث إلى صديق وعميل رفيق، لم يتخل القاضي عن حذره. قال لسديدي إنه كان قد أرسل إلى جورما راروس، البلدة الكبيرة المجاورة على النهر، وإنه كان في المعهد من أجل أن يلقي التحية على أبا. ثم قال: «لقد كنت أقوم بزيارة عابرة فحسب.»
অজানা পৃষ্ঠা