তিমবুকটুর বই পালিয়েদের: ঐতিহাসিক শহরে পৌঁছানোর সাধনা ও প্রতিযোগিতা
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
জনগুলি
الفصل الخامس عشر
محرقة الكتب
يناير 2013
في يوم الأحد، الموافق العشرين من يناير، انسل المصور الصحفي شيخ ديوارا عبر نقطة تفتيش الجيش المالي جنوب دوينتزا ودفع مالا لشاب معه دراجة بخارية ليأخذه عبر الخطوط الأمامية. كان قد أمضى يومه كله في السفر وتصوير لقطات الفيديو. كان الآن وقت الغسق واحتاج إلى تناول الطعام؛ لذا عندما وصل إلى المدينة دخل مقهى وطلب بعض الطعام. حذره مالك المقهى قائلا إن عليه أن يلتزم الحذر؛ فالجهاديون الذين كانوا لا يزالون يحتلون المدينة كانوا مرتبكين وغاضبين وكانوا قد أطلقوا النار مؤخرا على أحد المدنيين.
بعد ذلك بثوان، بحسب ما تذكر ديوارا، انقلب الحي رأسا على عقب بفعل انفجار هائل. قال: «سبق لي أن رأيت زلازل وانهيارات أرضية، ولكن ذلك لا يفوق هذا.» كل من كان واقفا سقط أرضا بفعل قوة موجة الصدمة، ولمدة خمس دقائق لم يكن ديوارا يسمع أي شيء سوى ضجيج أبيض. بدت دوينتزا نفسها وكأن «كل شيء فيها مشوش.» بينما كان الناس يجاهدون ليعودوا للوقوف على أقدامهم، استطاع أن يرى مركبات جهاديين تتسابق خارجة من المدينة بسرعات بدت مستحيلة، وأنوارها مطفأة. وعندما لم يدر محرك إحدى مركباتهم الثمينة، تخلوا ببساطة عنها.
بينما كان ديوارا لا يزال في حالة دوار، شاهد رجلا يلتقط عبوة لبن مجفف كانت قد سقطت من إحدى الشاحنات وهي تغادر مسرعة. خطر لمجموعة من المدنيين أنها ستكون فكرة جيدة أن يذهبوا إلى المدرسة التي كان الجهاديون يستخدمونها قاعدة لهم ليروا ما تركوه. فركبوا دراجاتهم البخارية واتجهوا بها صوب المبنى، ولكن بينما كانوا يقتربون منه سقطت قنبلة ثانية. قال ديوارا: «بووم! أقسم إنه كان أعلى صوتا من الأول.» لاذ الناس بالفرار، تاركين دراجاتهم البخارية. رفضوا أن يعودوا من أجل إحضارها، حتى في اليوم التالي.
تذكر أهل تمبكتو أيام الحملة الفرنسية الجوية هذه باعتبارها الأيام الأكثر رعبا في سائر أيام الاحتلال. تذكر إير مالي قائلا: «كان الأمر مريعا.» حتى عندما سقطت القنابل بعيدا، كان بوسع الناس أن يشعروا بأن الأرض تهتز، وأحيانا كانت تنهار أجزاء من بيوت المدينة الهشة المبنية بالتربة المدكوكة. كان الأمر أفضل قليلا عندما لم تكن الطائرات تقصف؛ إذ كان يمكن سماعها تصرخ في السماء كل ليلة. تضمنت الأهداف مقر قوة الدرك، وقصر القذافي، الذي كان يضم عشر غرف نوم، وأربعة عشر حماما، الذي كان يوجد خارج المدينة والذي كان أبو زيد قد استخدمه مقرا له. تحول المبنى إلى أنقاض، وتناثرت المتعلقات الشخصية وأوراق المراسلات فوق العشب، وفي ذلك فاتورة كهرباء موجهة إلى «السيد القذافي.»
بينما كانت الطائرات ترعب أهل المدينة، كان لها تأثير مماثل على المحتلين. في النهار كان الجهاديون يركنون مركباتهم تحت الأشجار القليلة المتناثرة ليحاولوا إخفاءها عن السماء، وعندما كانوا يسمعون صوت طائرة نفاثة كانوا يفتحون مصاحفهم ويبدءون في القراءة منها. بدءوا أيضا يأخذون أسرهم خارج المدينة، حيث كانوا يجلونهم ليلا في قوافل. أخبروا السكان العرب بأن يغادروا أيضا، وتذكر إير مالي قائلا: «قالوا: «إن لم تغادروا سيقتلونكم جميعا. في خلال ثلاثة أيام أو أربعة ستكونون كلكم صرعى في تمبكتو.»»
في هذه الأيام، صارت العلاقات بين الجهاديين والسكان أكثر توترا من أي وقت مضى. حاول المحتلون تنظيم مسيرات ضد الضربات الجوية ليستخدموها في مقاطع فيديو دعائية، ولكن لم يأت أحد عدا مقاتليهم وقلة من الجالية العربية. ومع ذلك كان الأمر الأكثر إثارة للسخط أن بعض المدنيين لم يستطيعوا احتواء فرحتهم بتقدم القوات الفرنسية وكانوا قد بدءوا يسخرون علانية من الجهاديين. في الفجر، كان من شأنهم أن يستيقظوا ليجدوا أن علم مالي قد رفع فوق مبان مدنية ليلا، وبعد استعادة كونا في الثامن عشر من يناير، كان يمكن سماع أطفال الشوارع وهم يجرون بصوت عال مكالمات هاتفية تخيلية مع جنود حكوميين.
كان من شأنهم أن يقولوا: «مرحبا، كونا؟» ثم يضيفون: «كونا! ما الأخبار؟ هل كل شيء يجري على ما يرام هناك؟ حسنا، جيد جدا، جيد جدا!»
অজানা পৃষ্ঠা