মুহাম্মদ আলি জিন্নাহ
القائد الأعظم محمد علي جناح
জনগুলি
وإذا كان الأقباط في مصر يعيشون في صفاء ووئام مع المسلمين؛ فإن الأمر بين المسلمين والهندوس مختلف جدا؛ لأن الأقباط يؤلفون عشرة أو خمسة عشرة في المائة من مجموع السكان الذين لا يجاوزون عشرين مليونا، أما مسلمو الهند فهم حوالي مائة مليون، ويستطيعون أن ينشئوا دولة قوية. ومساحة مصر صغيرة بخلاف الهند؛ فهي أكبر من القارة الأوروبية، ومن السهل أن تنقسم إلى دولتين عظيمتين، وفي الإسلام والمسيحية تسامح ولا تتجاوز الفروق بينهما شئون العبادة الخاصة، أما الديانة الهندوسية فهي التي تسير الهندوس في كل شئون حياتهم، وبينها وبين الأديان السماوية المعروفة فوارق كبيرة جدا تحمل في ثناياها كل أسباب النزاع والخصومة.»
مهمة غير سهلة
مهمة وجدت قائدها وقائد وجد مهمته ...
تهيأ لقيادتها وتهيأت لقيادته خلال سنوات متتابعات أبانت فيها الحوادث ما يلزم ومن يلزم: ما يلزم من العمل ومن يلزم لإنجاز ذلك العمل، وانتفى من الوسط كل باعث من بواعث القيادة التي تحاول أن تقنع بغير ما يوجبه الواقع من براهين الصدق في الإقناع.
هذا كما أسلفنا غير مرة هو تفسير الأعجوبة النادرة في قيادة القائد الأعظم: أعجوبة قائد للجماهير يخاطبها بلهجة كأنها لهجة العالم في المصنع أو لهجة القاضي في سجلات الأحكام.
لكن الفارق بعيد بين مهمة مهيأة ومهمة ممهدة مذللة. إن المهمة الممهدة سهلة مذللة المصاعب تتطلب من العامل لها جهد إتمام وتكملة، لا جهد تأسيس وإنشاء.
أما المهمة المهيأة فقد تكون أعسر مهمة يتولاها صاحبها، وكل ما هنالك أنه يتولاها هو ولا يتولاها غيره؛ لأنه أقدر على مصاعبها من الآخرين.
كانت قضية الباكستان مهمة مهيأة لقيادة جناح، ولم تكن مهمة ممهدة له أو لغيره من القادة.
كانت عظيمة المصاعب كأعظم ما تكون المصاعب في إقامة الدول، وغاية ما هنالك أنها المصاعب التي وجدت صاحبها المستعد لها المقتدر على إنجازها، بما اختص به من ملكات ومن صفات، وأهمها الصدق الصراح.
كان شعور المسلمين بالحاجة إلى الباكستان درجات، فليس أصحاب الكثرة في أقاليمهم كأصحاب القلة فيها ...
অজানা পৃষ্ঠা