103

মুফরাদাত আল-কুরআন

مفردات القرآن للفراهي

তদারক

د/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي

প্রকাশক

دار الغرب الإسلامي

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

٢٠٠٢ م

জনগুলি

وأما الرواية بجهل جِلَّة الصحابة ﵃ بمعنى بعض الألفاظ فلا نثِق بصحتها (١)، لكونها خلافَ صريحِ العقل وتصريح القرآن، كما قال تعالى:
﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ (٢).
﴿فُصِّلَتْ آيَاتُهُ﴾ معناه هاهنا: وُضِّحت، فإن هذا كان اعتراضهم. وأما كونها تفصيلًا لإجمالٍ فذلك لا قدح فيه. قال تعالى:
﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ (٣).
وقوله: ﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ أي بعيد عن العقل أن يأتي الرسول بكلام لا يفهمه قومه. فأيّ فائدة لهذا الكلام؟ ولذلك قال تعالى:
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ (٤).
........................
تذكرة:
روَوا أنّ أبا بكر ﵁ لم يَعلم معنى ﴿وأبًَّا﴾ (٥)، أفأظهر عدم علمه بعد وفاة النبي ﷺ؟ وأن عمر ﵁ بقي في زمان النبي ﷺ غيرَ عالم بمعنى ﴿تَخَوُّفٍ﴾ (٦). هيهات! كانت السورتان تقرآن كثيرًا، وهم في صحبة النبي ﷺ، ولم يسألوه، ولا سمعوا أحدًا يسأله!

(١) قال السيوطي في الإتقان ٢: ٤: "فهذه الصحابة -وهم العرب العرباء وأصحاب اللغة الفصحى ومن نزل القرآن علهيم وبلغتِهم- توقّفوا في ألفاظ لم يعرفوا معناها، فلم يقولوا فيها شيئًا". فَعَلَّق الفراهي على كلامه في حاشية نسخته (١٤١):
"لا يصح أن كلمةً من القرآن خفِيَ معناها على علماء الصحابة، لا سيّما القرشيون".
(٢) سورة فصلت، الآية: ٤٤.
(٣) سورة هود، الآية: ١.
(٤) سورة إبراهيم، الآية: ٤.
(٥) في قوله تعالى في سورة عبس، الآية: ٣١ ﴿وفاكهةً وأبًَّا﴾ وقد ردّ المؤلف هذه الرواية ردًّا مفصلًا في تفسير سورة عبس، انظر الفصل العاشر.
(٦) في قوله تعالى في سورة النحل، الآية: ٤٧ ﴿أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

1 / 110