إلى ريو دي جانيرو
وبعد أن أحيينا ليالينا الأربعة في سان باولو، ألح الأهلون علينا في البقاء مدة أخرى. فحاولنا أن نجد ليالي خالية في أحد المسارح الهامة، واستطعنا بعد جهد أن «نربط» أربع حفلات أخرى، نالت من النجاح حظا لا يقل عن سابقتها.
وهنا كان الطمع قد فعل مفعوله في أحد أفراد الفرقة وهو (فريد صبري)، وقد كنت أمنحه في رحلتنا هذه مرتبا شهريا قدره ثلاثون جنيها مصريا، في حين كان يتقاضى في مصر حسبة «خمسة ستة جنيه».
رفع فريد راية العصيان، فجاء يملي شروطه قائلا إن مرتبه إذا لم يرفع إلى تسعين جنيها كما يرفع مرتب التوني إلى سبعين فإنهما سيضربان عن العمل!!
طيب واشمعنى يعني الفرق ده بينك وبين التوني؟ ولم لا تتساويان في المرتب؟
القصد؟ لم أجد مشقة في استمالة التوني إلى صفي، إذ كان من قدماء ممثلي فرقتي، وكان لين العريكة سهل القيادة. أما زميله الثائر فقد فضلت أن أقطع الصلة به، وأن أعيده إلى مصر قبل أن ينفث أفكاره في بقية الصحب الذين جمعتهم من بين هواة (سان باولو)، وسلمت فريد صبري حسابه، وفوقه حق «الشبرقة» كمان، وقطعت له تذكرة السفر إلى مصر، وودعته، واحنا من هنا وأنت يا بن الناس من هنا.
وقصدنا بعد ذلك إلى العاصمة (ريو دي جانيرو). وكانت الشهرة والصيت قد سبقانا إليها، ولذلك استقبلنا فيها استقبالا حافلا، ونجحنا في حفلاتنا الثمان التي أحييناها بتلك المدينة، وكان متوسط إيراد الحفلة الواحدة 500 جنيه.
وما كدنا ننتهي من هذه الحفلات حتى استدعينا ثانية إلى سان باولو، وهناك أقمنا حفلتين.
أنا سندباد بري إلى الأرجنتين
بعد أن انتهت حفلاتنا الناجحة في سان باولو، بدت لنا فكرة الرحيل إلى الأرجنتين، أي الجمهورية الفضية، ولكن وجدت مشكلة عويصة، هي التشديد المتناهي في الكشف الطبي على العيون قبل اجتياز الحدود، ولن يدخل البلاد شخص يثبت الطبيب وجود التراخوما في عينيه!
অজানা পৃষ্ঠা