============================================================
وتذكر المصادر أنه روى عن عدد من الصحابة، منهم: جابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وابن عباس، وأخذ العلم عن صحار بن العباس العبدي، وعن جعفر بن السماك.
وطن نفسه على طلب العلم والاستفادة منه. ومكث في التعلم طالبا اربعين سنة، ثم اشتغل بالتعليم أستاذا أربعين سنة أخرى.
قال عنه الدرجيي: ""كبير تلامذة جابر، وممن حسنت أخباره والمخابر، تعلم العلوم وعلمها، ورتب الأحاديث وأحكمها... وكان عالما مع الزهد في الدنيا، والتواضع مع نيل الدرجات العليا"(1).
ونظرا لنشاطه الدؤوب تعرضت له عيون الحجاج بن يوسف القفي، فأدخله سجنه، وحين توفي الحججاج سنة 95ه/713م، أفرج عنه ليعود إلى نشاطه العلمي والدعوي.
بعد وفاة الامام جابر بن زيد سنة 93ه/711م. تولى إمامة الاباضية العلمية والسياسية معا. فنظر لنشر فكرته، وأنشأ مدرسة في سرداب قرب البصرة، بعيدا عن عيون بني أمية، واتخذ صناعة القفاف سترا له عن أعين الحكام. وغرف بالقفاف.
خرجت مدرسة أبي عبيدة أئمة أعلاما، وقضاة ودعاة، منهم: الربيع بن حبيب الفراهيدي، وأبو سفيان محبوب بن الرحيل، وأبو حمزة المختار بن عوف الشاري، وعبد الله بن يحجى طالب الحق، والجلندى بن مسعود، وسلمة بن سعد، وأبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري اليمي، وهؤلاء مشارقة. ومن المغاربة: عبد الرحمن بن رستم، وإسماعيل بن درار الغدامسي، وأبو داود القبلي النفزاوي، وعاصم السدراي(2).
(1) - الدرجيني، طبقات المشايخ، ج2، ص238.
2- تنظر تراجمهم مفصلة في معحم أعلام الاباضية، قسم المشرق، وقسم المغرب.
16
পৃষ্ঠা ২১