============================================================
ومؤلفات عديدة، ولا نحد من تاريخ حياته ما يملأ أسطرا معدودة.
وكذلك الحال مع تراجم شيوخ أبي غانم ورفاقه، إذ لم تحفظ لنا المدونات التاريخية عنهم إلا ملامح عامة، لا تقدم صورة وافية لمعالم شخصتهم ومسار حياقهم.
ولئن كان التعلل بايثار العمل في الظل، وإخلاص العمل لله، والابتعاد عن الرياء وحب المحمدة، عذرا مفهوما، فإن حق التاريخ يظل مهضوما، وتظل الأجيال تطالب بالحاح بعميرائها من هذه الصفحات الناصعة، التي تعزز انتماء الخلائف إلى أمة ماجدة، والانتساب إلى آباء كرام، ينوا بحذا أثيلا، وخلدوا فكرا أصيلا.
وسنحاول رصد أهم معالم تراجم هؤلاء الأعلام الذين شكلوا شخصية أبي غانم، وكانوا مصدره الأكبر في مدونته، مع تصوير العصر والمحيط العلمي والثقافي الذي ساده، وما جرى فيه من محاورات ومناظرات أثرت المسيرة العلمية، وتركت بصماقها في المدونة.
ابوعبيدةمسل (توفي حوالي: 145ه/762م) يعد أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة أول شيوخ أبي غانم، إذ تتلمذ عليه في بداية الطلب بالبصرة، وإن كانت مدة هذه التلمذة قصيرة، فقد قتبس منه ومضات حددت وجهته، وأنارت له السبيل، فواصل المسيرة مع تلاميذ أبي عبيدة فيما يعد.
وهو أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي بالولاء، عالم جليل، له مقدرة على التنظيم، وحسن التديير، عرفت الاباضية على يديه أكبر انجازاقها السياسية في المشرق والمغرب.
أاخذ العلم عن الإمام جابر بن زيد الأزدي، وكان أكبر تلاميذه، 16
পৃষ্ঠা ২০