মুক্তামিদ ইবন আব্বাদ
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
জনগুলি
وفي رمضان سنة أربع عشرة ومائة، بين مدينة تور ومدينة بواتيي، كانت موقعة بلاط الشهداء، وكان قائد المسلمين عبد الرحمن الغافقي وقائد المسيحيين شارل مارتل، واضطر المسلمون إلى التراجع؛ إذ رأوا أنهم لا قبل لهم بهذه الجحافل الحاشدة في تلك الأصقاع النائية، وهذا كان منتهى فتح المسلمين في فرنسا، ولكنهم احتفظوا بمدينة أربونة إلى سنة اثنتين وأربعين ومائة حين استولى عليها ملك فرنسا في عهد الدولة الأموية الأندلسية.
2
زالت الدولة الأموية في المشرق سنة اثنتين وثلاثين ومائة من الهجرة، وقام بأمر المسلمين بنو العباس، فأتبعوا بني أمية تقتيلا وتشريدا، وكان فيمن فر من شباب بني أمية عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الملقب صقر قريش؛ لقبه أبو جعفر المنصور؛ إعجابا بهمته، وعزيمته، وسياسته.
ضرب عبد الرحمن في شمال أفريقية حتى المغرب الأقصى ثم اجتاز البحر إلى الأندلس فبايعه الناس أميرا عليهم فجمع أمرهم ورد عنهم جيوش العباسيين حينما حاولوا أن يمدوا سلطانهم على الأندلس كما امتد على سائر البلاد الإسلامية.
ودامت دولة بني أمية زهاء ثلاثة قرون، قويت الدولة وتمكنت وامتد سلطانها في البر والبحر، وتوالى على تدبيرها عشرة أمراء من عبد الرحمن الداخل إلى هشام حفيد عبد الرحمن الناصر في إحدى وستين ومائتي سنة، ثم اضطرب أمر الدولة فتوالى عليها أربعة عشر حاكما في ثلاث وعشرين سنة.
وبلغت الدولة أوج مجدها وعزها، وبلغت الحضارة أزهر أعوامها وأنضر أيامها في ولاية عبد الرحمن الناصر الذي دبر الملك من سنة 300 إلى 350ه فرد الأعداء في الشمال خائبين، وأرهب الطامعين في المغرب، فاستتب له الملك وتمكن سلطانه، وعم الأمن دولته، وعظمت هيبته، وبعد صيته، وازدهرت المدنية واستبحر العمران، فبنى الناصر مدينة الزهراء في ضواحي قرطبة آية في العمران، وبرهانا على غنى الدولة وعظمتها وبلوغ الصناعات فيها غايتها.
وخلف عبد الرحمن الناصر ابنه الحكم المستنصر ستة عشر عاما وأمور الدول متسقة وأمنها مستتب، ومات الحكم فخلفه ابنه هشام، وهو صبي، فتطلع إلى مقاليد الأمور رجل من عباقرة التاريخ، أهله للسلطان طموحه وحزمه وشجاعته وخلقه ودينه: محمد بن أبي عامر، تسلط ابن أبي عامر على أمور الدولة كلها وأحكم تدبيرها ومكن هيبتها وأخاف أعداءها، وبلغت مغازيه صوب الشمال أبعد ما بلغت في عصر الدولة الأموية، غزا أكثر من خمسين غزوة لم يهزم في واحدة حتى مات غازيا في الشمال ونقل إلى مدينة سالم فدفن بها سنة 392ه.
ثبت ابن أبي عامر أركان الدولة ولكنه أضعف البيت الأموي بما استبد دونهم بالأمر، وأورث السلطان بنيه، ولم يقر الناس لبني عامر بما أقروا لبني أمية، فزالت هيبة الملك وتنازعه بنو أمية وبنو حمود العلويون حتى زالت الدولة كلها سنة 422ه.
3
ملوك الطوائف
অজানা পৃষ্ঠা