وفي نهاية الطريق يرى السائر برجين عظيمين بينهما مدخل المعبد الكبير، وأمام كل برج من برجي المعبد تقف مسلة عظيمة منحوتة من حجر الجرانيت، وهي أشبه شكلا بمسلة كليوباطرة المقامة على ضفاف التيمز، وكل مسلة منقوشة نقشا بديعا، ومكتوب عليها باللغة الهيروغليفية والصور مطعمة بالألوان الجميلة الزاهية.
وقمة المسلة مصوغة بالذهب؛ ما يجعلها تتلألأ تحت أشعة الشمس المرسلة.
وبجانب كل مسلة يوجد تمثال أو تمثالان للملك الذي أمر بتشييد المعبد، والتمثال يصور ملك مصر جالسا على عرشه، واضعا على رأسه تاج مصر المزدوج الأبيض والأحمر.
وإنك حين تنظر إلى وجه الملك تعجب؛ كيف استطاعت أيد بشرية أن تنحت من الأحجار الصماء وجها ناطقا بالغا حد الكمال في تمثيل مقاطع الوجه مثل هذا!
ولا يزال إلى الآن بقية تمثال رمسيس الثاني قائما أمام أحد معابد طيبة. ولما كان هذا التمثال جديدا كان ارتفاعه سبعا وخمسين قدما، وكان وزنه ألف طن، وهو أعظم كتلة حجرية أخرجتها يد البشر، وعلى كل برج مثبت عمودان في نهاية كل منهما راية مزينة بالألوان.
أما جدران البرج، فكلها صور تمثل الملك في أثناء حروبه، فهنا تراه مطاردا في عربته، وهنا تراه ممسكا ببعض الأسرى من شعورهم، ورافعا سيفه ليقتلهم.
وهذه الصور تظهر الملك قويا وأعداءه مستضعفين؛ إما أسري وإما هاربين. وواجهة المعبد مزينة بالألوان مزدانة بالنقوش، وهي على العموم، بما فيها من نقوش ورموز تاريخية، تاريخ تصوري لحكم الملك.
نحن الآن واقفون أمام باب المعبد المصنوع من خشب الأرز، والذي لا تستطيع أن تتبينه لما عليه من النقوش والصور المزينة بالألوان.
فإذا دخلنا من الباب، رأينا أمامنا بهوا عظيم الاتساع، وهو يشبه الدير، وسقفه مقام على أعمدة طويلة منقوشة، وهي منحوتة على قد النخلة وشكلها، وفي وسط المكان يرتفع عمود عظيم منقوش على سطحه أعمال فرعون، وصوره وهو يقدم الهدايا لرب المعبد، وهذا العمود مزين بالأحجار الكريمة.
وفي نهاية البهو يرى الداخل برجين بينهما باب، وهذه الوجهة تشبه الوجهة الخارجية، وهي تؤدي إلى بهو آخر. وإذا اجتزت هذا الباب، وجدت نفسك في بهو آخر يكاد يكون مظلما؛ لأن النور لا يصله إلا من الباب السابق الذكر، ومن طاق ضيق في السقف، وهذا البهو هو أوسع حجرة شيدتها يد البشر.
অজানা পৃষ্ঠা