يبدأ ربيعنا أحيانا في شهر مارس ولا ينتهي قبل شهر يوليو .. ربيعنا في طقسه أشبه بطقس الجنة الموعودة .. الشمس ناصعة حلوة حنونة دافئة في رفق، جوادة مبكرة .. لا تقسو أبدا وإنما تظل على درجة واحدة فتكسب أجسامنا نشاطا عجيبا فتتحرر معه أجسادنا من الملبس الثقيل.
وتبدأ تباشير الطبيعة المزدهرة بألوانها البديعة تنتشر وتنبسط على صفحة الأرض .. فترى الورود والأزهار تضحك على الأغصان، وترى الأشجار وقد أورقت وأينعت واكتست حلة خضراء جديدة ناضرة اللون والشكل معا:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى
أوائل ورد كن بالأمس نوما
فمن شجر رد الربيع لباسه
عليه كما نشرت وشيا منمنما
وصيف مصر إن اشتد لظاه قليلا فإنما يرجع ذلك إلى خطأ في الأجواء العلوية .. أما فيما عدا هذه الأخطاء فصيف مصر من أحلى الأجواء .. تأتيك فيه النسائم حلوة رقراقة رطبة .. تلفحك فتنتشي .. أما جو المصايف وجوار الشطآن وبحذاء النيل الطويل، فقد أفاض في وصفه الشعراء والأدباء؛ إذ هو من أجمل الأجواء التي يجدها المرء على وجه البسيطة .
السلام .. تحت نافذة الإيمان: عدسة «ع. عيد».
অজানা পৃষ্ঠা