61 - 2 الثامن: قالوا: حقيقة الشئ ما به يتحقق ذلك الشئ، فان أريد ما نتصوره، كان تصور الشئ سببا لوجوده، وان أريد ما نصدقه فالتصديق بعد التحقق وسببه قبله، وان أريد ما نحققه، فيتحقق الحقيقة الواحدة خارجا في كل فرد ويمتنع الشركة الخارجية، وقد صرح (1) بها الأرموي والخنجي (2) بدون التعدد والتوزع، ولم يقل بهما أحد (3) فكيف الامر هذا؟
62 - 2 وقد قال الشيخ (4) قدس سره: لما اتضح لأهل البصائر ان لتحصيل المعرفة الصحيحة طريقين: طريق البرهان بالنظر وطريق العيان بالكشف، وحال المرتبة النظرية قد استبان انها لا تصفو عن خلل، وعلى تسليمه لا يتم (5)، فتعين الطريق الاخر وهو التوجه إلى الله بالتعرية الكاملة والالتجاء التام وتفريغ القلب بالكلية عن جميع التعلقات الكونية والعلوم والقوانين، ولما تعذر استقلال الانسان بذلك في أول الأمر، وجب عليه اتباع من سبقه بالاطلاع ممن خاض لجة الوصول وفاز بنيل المأمول - كالرسل ومن كملت وراثته منهم علما وحالا ومقاما - عساه سبحانه يجود بنور كاشف يظهر الأشياء كما هي، كما فعل ذلك بهم وباتباعهم.
63 - 2 ثم أقول: التعرية الكاملة تفصيلها ما ذكره الشيخ قدس سره (6) في شرح قوله صلى الله عليه وآله - حين شكى بعض أصحابه الفقر والفاقة -: دم على الطهارة يوسع عليك
পৃষ্ঠা ৩৬